تعريف العولمة
صفحة 1 من اصل 1
تعريف العولمة
العولمة:
(منقول)
1.تعريف العولمة:
تنظيم شمولي غير علماني تتلخّص نظريّته الكونيّة في: نظام سياسي واقتصادي واجتماعي جامع ووحيد لشعوب المعمورة قاطبةً بعد (تنميط) أفرادها في (نموذج) بشري عولمي موحَّد يكون بلا هويّة متمايزة وبلا انتماء لالجماعة ولا لعقيدة ولا لمكان ولا (لجنس تناسلي) محدّد.
ويعتمد النظام العولمي هذا في ديمومته واستمراره على (ألإرهاب المدَني) عبر الإرغام الأمني البوليسي للأفراد وعلى فَرض التهتّك والشذوذ السلوكي التربوي التعليمي الرسمي أساساً لتنشئة الأجيال الطالعة وعلى قَوننة مفاسد الجَور التشريعي العَدلي وعلى تحريف ودجلنة الطبّ النفسي وعلى التمييز التحقيري العلني الإعلامي ضدّ الرجل السويّ المتعفّف والمرأة السويّة المتعفّفة.
وديانة العولمة هي (ألكفر بالله) ونشر تعاليم (إبليس) اللعين في إفساد الإنسان وتعميم سلوكيّات الفسق والإنحراف والميسر (ألقمار) والكهانة (ألشعوذة) وفي محاربة القيم السامية المشتركة للديانات الأخرى وبالأخصّ خُلق العفّة الشخصيّة عند الرجل والمرأة في (ألإسلام والمسيحيّة) وبتزيين الفاحشة والزنا للنساء وبالترويج للّواط (فعل قوم لوط) للرجال وبالحضّ على التمرّد الأسري (ألعصيان) وعقوق الأبناء لوالديهم وباستحضار محفّزات الشقاق بين الأزواج.
وأسلوب عمل العولمة هو التدخّل في شؤون الشعوب والدول الأخرى ذات الأوضاع الهشّة سياسيّاً واقتصاديّاً وتعاني من أزمات داخليّة, بالحيلة وبالسيف وبالإعلام المخادع وبالمساعدات الإنمائيّة المشروطة على أنواعها بعد افتعال الأزمات الإقتصاديّة والإنسانيّة والنزاعات المسلّحة ألموجبة لطلب تلك المساعدات بتلهّف وإلحاح من قِبَل تلك الدول.
كما والتسلل إلى مواقع القرار فيها عبر دعم الشخصيّات المحليّة من مزدوجي الجنسيّة وعبر طروحات مقولة تعزيز الديموقراطيّة وحقوق الإنسان وحقوق الطفل وحقوق المرأة وما يستتبعها من عدم التمييز ومساواة وحماية وعنف
وإذا كان تحقيق هدف (مواطنون أفراد دون انتماء) يحتّم سلخ واقتطاع هؤلاء الأفراد من محيطهم ومجتمعاتهم ومعتقداتهم وأماكنهم وتاريخهم تمهيداً لإلحاقهم بالنظام العولمي الجامع فقد تركّزت إهتمامات تكتيكات منظمّات ومؤسسات العولمة ومنذ ثلاثة عقود على خطوات وبرامج إستقطاب واجتذاب الناشئة والشباب من صغار الأعمار كتكملة وتتويج لمخطط تفكيك الأسرة (وخاصّة المتديّنة) ألذي تمّ في المجتمعات الغربيّة الأوروبيّة والأمريكيّة أواسط القرن العشرين بنسبة عالية من النجاح وجابهَ في البلاد المحافظة والمجتمعات الإسلاميّة خاصّة معارضة عظيمة مازالت تتوالى فصولاً في صراعٍ لاشكّ سيأخذ شكلاً ملحميّاً ودموياً إن لم تستدرك العولمة شططها وتعدّل في نظريّاتها..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
2. عَولمة الجاهليّة الأولى التي أدركتنا في القرن الواحد والعشرين (قسم أوّل) -
بحث في طبيعة ومنهَج العَولمة- بقلم/خالد ياسين دياب
من Khaled Diab Lb في 31 أكتوبر، 2009، الساعة 02:43 صباحاً
نموذج عن إمراة العولمة
I. تمهيد : ياشرفاء العالم إسمعوا و عُوا ولا تَتهاونوا :
لايخفى على كلّ مُتابع للوسائل الإعلاميّة الراهنة على أنواعها ولبرامج التلفزة خاصّةً في مجتمعاتنا المحافظة وبلادنا الإسلاميّة أنّ هناك (جائحة إعلاميّة) محلّية وإقليميّة مركّزة وموجّهة من أنظمة الغرب للنيل من قيَم ألشَرف والعفّة والإخلاص الزوجي وموقع الوالدين الإرشادي والإنتماء والترابط في الأسرة المسلمة والمسيحيّة واليهوديّة والأسرة المحافظة عموماً وعلى سلوكيّات الحشمة والتعفّف بشكل خاصّ.. تحت ستار الدعوة لقوانين (حقوق الإنسان) و(حقوق الطفل) و(حقوق المرأة) و (ألعنف ضدّ المرأة) و (ألتمييز ضدّ المرأة) و (حماية المرأة) و(ألمساواة المطلقة بين الذكر والأنثى) وفي محاربة مايسمّونه (ألمجتمع ألذكوري) المحافظ مع إقران صفة محافظ بنعوت من طراز (متخلّف وعنيف وإرهابي.. وإسلامي..) وحتّى ليخال للمرء المتابع لهذه الترويجات الباطلة أنّ المرأة أمام دينوصور متوحّش يسعى لالتهامها والقضاء عليها أسمه (ألرجل) وبشكل أدقّ : ألذَكر الحامي والراعي لوضع المرأة المحافظة في المجتمعات المحافظة والمتديّنة والمحتشمة عموماً.. مع إصرار عولمي على توصيف وتسويق (سلوكيّات ألمومسات) على أنّها سلوكيّات (المرأة الحرّة) وبالتالي فهم يسفّهون ربّات البيوت الصالحات و أبكار البنات وعُذريّتهنّ ويدعون علناً للرذيلة وللّواط وللنشوز والفجور والمساكنة الحرام.. ـ
وإذا كانت ألعَولَمَة لم تسفر بعد علانيةً عن كامل وجهها وبشاعتها لأسباب تتصل بمخطط أصحابها, وخشيتهم من معارضات حاسمة تجابههم وتُفشلهم ظهرَت بوادرُها, وتفضيلهم بالتالي لسياسة ألتسلل الصامت كما يتسلل الجُرذ لصوامع الغلال حافراً في التربة, فلعلّ ماجرى تجميعه وتوصيله هنا- بالإطّلاع والتحليل والمقارنة والمتابعة الميدانيّة اليوميّة متعدّدة الجغرافيا- من خيوط هذا المخطط, يسلّط الضوء على مدى وعمق وجسامة مخاطر الإنسياق في التيّار العولمي الراهن على مجتمعات المسلمين والمحافظين والمؤمنين بالديانات السماويّة كافّة وعلى مكارم الأخلاق وعلى البشريّة جمعاء في الدنيا وفي الآخرة.. ـ
II.Globalization Theory ألعولمة.. وما أدراك ماالعولمة..؟
يمكن مقاربة فكرة ونظريّة العولمة وتعبير (ألنظريّة) عامّةً يتناول نسَقاً متكاملاً من المعطيات والإفتراضات بخصوص الحقائق الكونيّة المترجِمة والمفسّرة لوضع وجوديّ شامل) من مدخلَين :
1- ألمشهد النهائيي لطروحات (نظريّة ألعولمة): وينطوي على :
# (نظامٍ جامع) للأنظمة ألأرضيّة وغير الأرضيّة ممسوك بشكل ما من القوّة الأكبر ألممتلكة لأسباب القوّة والمنعة والمهيمنة على غيرها من الكيانات (راهناً: تحالف الولايات المتحدة الأمريكيّة والإتحاد الأوروبي بشكل رئيس)
# وشعوبٍ هي –بعدَ قَولَبتِها وتَنميطِها - عبارة عن (تَجميعات أفراد) من دافعي الضريبة بلا هويّة ولا إنتماء لاعرقي ولا عقائدي ولا أسري ولا جغرافي ولا تاريخي ولا أخلاقي قيَمي ممّا هو متعارف عليه الآن.. تعمل تحت راية هذه القوّة الأكبر وتساهم كعنصر ثانوي (كمموّل) في تحقيق برامجها وسياساتها (الكونيّة) .
2- أمّا العولمة (كأسلوب تنفيذي عَمَلاني) ممهِّد لبلورة وتحقيق المشهد النهائي الذي أشرنا إليه فهي :
مجموعة التخطيطات والمفاسد الهدّامة للأمم ألتي (إبتكرها) ويروّج لها وينشرها ألطاغوت العولمي في سعيه لتفكيك المجتمعات وتغيير و قولبة وتنميط هويّة الأفراد الشخصيّة والإجتماعيّة والفكريّة خدمةً لنظريّة (مواطنون أفراد دون انتماء) وأنّ المواطن هو كحبّة الرمل على البلاج وليس كفرع شجرة مرتبط بجذع وجذر..
وإذا كان تحقيق هدف (مواطنون أفراد دون انتماء) يحتّم سلخ واقتطاع هؤلاء الأفراد من محيطهم ومجتمعاتهم ومعتقداتهم وأماكنهم وتاريخهم تمهيداً لإلحاقهم بالنظام العولمي الجامع فقد تركّزت إهتمامات منظمّات العولمة ومنذ ثلاثة عقود على خطوات وبرامج إستقطاب واجتذاب الناشئة والشباب من صغار الأعمار كتكملة وتتويج لمخطط تفكيك الأسرة (وخاصّة المتديّنة) ألذي تمّ في المجتمعات الغربيّة الأوروبيّة والأمريكيّة أواسط القرن العشرين بنسبة عالية من النجاح وجابهَ في البلاد المحافظة والمجتمعات الإسلاميّة خاصّة معارضة عظيمة مازالت تتوالى فصولاً في صراعٍ لاشكّ سيأخذ شكلاً ملحميّاً ودموياً إن لم تستدرك العولمة شططها وتعدّل في نظريّاتها..
III. ألعولمة وتفكيك الأسرة المحافظة
من بديهيّات الحياة والنشوء وتشكّل المجتمعات المتعارف عليها منذ القدم أنّ (ألأسرة المترابطة), أي ألتجمّع (ألنواة) المكوّن من (أب) هو الذَكَر السويّ الراعي المنفق الحامي صاحب السلطة طالب العلاقة الجنسيّة السويّة مع الأنثى و (أمّ) هي الأنثى الشريك الجنسي السويّ ألموافق للرجل وباذل العناية والمحبّة لاستمرار علاقتهما هذه والمتعاون مع الأب في تدبير شأن الأسرة و (أبناء) هم ثمرة هذه العلاقة الجنسيّة السويّة لهذين الأبوين يحترمونهما ويلتزمون بإرشاداتهما ونصائحهما لإدراكهم بمحبّتهما لهم ولتضحياتهما تجاههم وأنّهم يدينون بوجودهم الدنيوي وبرعايتهم وحمايتهم لهذين الأم والأب.. هذه الأسرة المترابطة هي المنطلَق عَبر رابطة الدمّ والتفرُّع والتكاثر نحو تشكيل ألرَهط والقبيلة والعشيرة والعائلة.. وصولاً لتشكيل الدولة ذاتها.. لذلك وعَت العولمة منذ انطلاقتها أنّ تكوّن تلك الأسرة المترابطة المتواددة وذلك النمَط ألتراتبي من الإحترام والرعاية في العلاقات الإجتماعيّة الأسريّة والآيل لنشوء تجمّعات مترابطة بماهيّتها العرقيّة والرعائيّة والتربويّة هو غريمها وخصمها ومانعها من تحقيق أهدافها في (إختطاف) الأفراد بهدف قولبتهم وتنميطهم في (حضارة العولمة) واللاإنتماء..
لذلك عمدت العولمة إلى خطّة إحلال ألعلاقات الجنسيّة غير السويّة ألمثليّة أي (أللِواط و السُحاق) بدلاً من ألعلاقة الجنسيّة السويّة (ألمُنجِبَة) بين ذكر وأنثى لكي تضع نهايةً لارتباط وتعاون الزوجة الأنثى بالذكر الرجل كما ولكسر إحتكار تلازم فكرة الممارسة الجنسيّة عند الذكر فقط بالمرأة دون سواها.. وإلى إحلال (ألتباغض الأسري) بين أفراد الأسرة الواحدة بدلاً من (ألتوادد الأسري) لخلخلة الإحترام والإنصياع التراتبي الأسري بين الأبناء ووالديهم.. وإحلال (أللامبالاة الأسريّة) مكان (ألرعاية والبذل والتضحية) المتبادلة بين الزوج والزوجة والأبناء والتي قد تدفع كلاّ منهم للتضحية بالغالي والنفيس وبالذات نفسها دفاعاً عن الآخرين.. وبلا مقابل ماديّ..!
إذاً: ألترويج لنشوز وزنا النساء وللواط الرجال وللتباغض الأسَري ولتمرّد الأبناء وعقوقهم لوالديهم ومصادرتهم من رعاية أهلهم لهم ولقطع الأرحام ولتناحر الأجيال ولتغيير طبائع وطبيعة المخلوقات الحيّة والإنسان إلى الدرك الأسفل من المهانة الذاتيّة ومن سلوكيّات الجاهليّة الأولى: هذه هي القيم المجيدة التي تبشّرنا بها العولمة الراهنة الغربيّة الفاسدة والمفسدة.. وبالتالي فإن العولمة بأساليبها الراهنة في الإفساد تستهدف تقويض البشريّة والإنسانيّة جمعاء خدمة للطاغوت ولرجال الأعمال الكونيّين.
IV. أدوات العولمة في نشر التباغض الأسري والإنحلال الأخلاقي
لقد استحضرت العولمة وأعدّت لتحقيق أغراضها الفاسدة المفسدة في تفكيك الأسرة وإحلال التباغض الأسري فيها وفي الترويج للإنحراف السلوكي الجنسي لأعضائها (سحاق و لواط) مجموعة (أدوات) قانونيّة وعملانيّة هي بشكل رئيس :
(1) على الصعيد القانوني الدولي
وعَبر النَفاذ المُخاتِل من بوّابة (ألإعلامات الدوليّة)
Declarations
ألشِبه إلزاميّة للدول الأعضاء والصادرة عن الأمم المتحّدة بخصوص اتفاقيّات وقوانين تطال ماسميّ بـ (ألحقوق/رايتز) والتي تدّعي استرجاع حقوق ومنافع عامّة إنسانيّة دوليّة مسلوبة من أصحابها..
إفتتحتها الأمم المتحدة بالإعلام عن (ألإتفاقيّة الدوليّة لحقوق الطفل) ألتي صيغت حينها تطبيقاً لنظريّة (ألوالدان هُما عدوّا مولودهما) وكعلاج للحالة الأسريّة المتفككة والمزرية الأوروبيّة والغربيّة عامّة آنذاك في الربع الأول من القرن السابق (ألعشرين) إثر الحرب الأولى ومآسيها الإنسانيّة وأزماتها المعيشيّة.. وهذه الإتفاقيّة الجائرة تتعارض في كثير من بنودها بالمنطق الأسري المحافظ والسليم من حيث الرعاية والإرشاد والإحترام وتنال من هيبة وواجبات وحقوق الوالدين ودورهما في تنشئة مولودهما وتتعارض بشكل جذري مع الشريعة الإسلاميّة حيث أنّها لاتتناول أصلاً حالةً أسَريّة محافظة إسلاميّة بل إنحرافاً أسريّاً غربيّاً كان من الأجدى تصحيحه بتبنّي تعاليم الشريعة الإسلاميّة السمحاء بخصوص الأسرة وواجبات وحقوق الآباء والأبناء والتراحم الأسري.
ثم بالإعلام الدولي عن (حقوق الإنسان
/ Human Rights)
.. وهو مسمار جحا الأكبر الذي تزعم العولمة ودولها عموماً دفاعها عنه مسوِّغاً لتسللها داخل المجتمعات الرافضة للعولمة.. أي أنّه في بعض وجوهه وبنوده مطلب حق يراد به باطل..
وما لبثت الإعلامات الدوليّة الصادرة عبرَ الأمم المتحدة -وبتأثير من الجهات الصناعيّة الكبرى الأمريكيّة والأوروبيّة عابرة القارات- أن شطّت وانحرفت مبشّرةً ب (ألمساواة بين الجنسين) و(حقوق المرأة) و (اتفاقيّة إلغاء كلّ أشكال التمييز ضدّ المرأة/ سيداو) ومروراً ب
(حقوق اللواطيين والغاء التمييز ضد السحاقيّات والمتغَولمين والمخنّثين واللواطيين ومتحوّلي الجنس
Discrimination against lesbian, gay, bisexual, transgender and gender variant people
وتوّجتها أخيراً ب (قانون زواج المثليين: زواج الرجل للرجل والمرأة للمرأة).
وقد عبرَت العولمة من تلك الإعلامات ألمنافذ الدوليّة وبحجّة تطبيقها خدمةً للعدالة المزعومة والمساواة بين البشر لتسوّق نمطاً مستهجناً لاإنسانيّاً من(قوانين السلوكيّات السافلة) تحت العناوين البرّاقة المذكورة وأهمّها بنود (ألطفولة والمرأة والحماية والتمييز والعنف الأسري والمساواة) وكلّها ضمناً تستهدف تشويه صورة (ألرجل ألذكر) ربّ الأسرة المحافظة وتتّهمه بالظلم والوحشيّة والتعدّي على حقوق حبيبته وزوجته المرأة وفلذة كبده ربيبه ألطفل.. وكلّ بند منها ينبق عنه ويترتّب عليه مجموعة من التوجيهات الإكراهيّة تجاه الشعوب كافّة أخذت العولمة على عاتقها مسؤوليّة ترويجها وفرضها بالحيلة وبالقوّة..
(2) على المستوى العملاني التنفيذي الفردي والشعبي (تجنيد العولمة لأدوات دعايتها والترويج لها)
في سعيها لترويج أفكارها وحثّ الآخرين على قبولٍ سَلسٍ ومُيَسَّر لها تستخدم العولمة أدواتها من العناصر الأشخاص البشريّة والمعنويّة كافّةً..فتقوم العولمة بتجنيد عيّنات مختارة من البيئات المتعددة التي تنوي نشر فسادها فيها. فيستمِدّ الطاغوت العَولمي أبواقه الناطقة باسمه بأسلوبين رئيسين :
1) شراء الجاهز من الشخصيات العامّة المشهورة الداجنة والأليفة بطبيعتها ومهنتها (مطربون وموسيقيّون وأدباء وعلماء ورجال فكر وإعلاميّون وصناعيّون وسياسيّون ومؤسّساتهم الإعلاميّة .. مقابل ألقاب ومناصب تشريفية تفاخريّة إجتماعيّة جوفاء كتعيين البوق مثلاً (رجلاً كان أو إمرأة ) سفيراً أمميّاً للنوايا الحسنة أو سفيراً للبيئة أو سفيراً للسلام.. أو منحه جوائز دوليّة رنّانة طنّانة عن أعمال عاديّة ورديئة كجائزة (نوبل.. غونكور.. بوكر.. أدباء 39 ..) وميداليّات إنجاز وهمي وأوسمة شرف غائب وشهادات جدارة مهنيّة لايستحقّها ك (دكتوراة فخريّة) من إحدى الجامعات التابعة لهيمنتها.. وبحيث صارت مناسبة المَنح التَشريفي المخادع هذا مؤشراً مؤكّداً وفاضحاً على انضمام الشخصيّة المكرّمة لحملة الترويج العولمي للنشوز وللّواط..
2) تصنيع وتلميع شخصيّات مغمورة ولكن طموحة ومُحبّة للظهور والشهرة ومستعدّة لتجاوز قناعاتها الدينيّة والمبدئيّة ومُثُلها العليا والتعاون مع أهداف العولمة.. وذلك عبر ترفيعها وترئيسها على مؤسسات ذات أهداف نبيلة ظاهريّاً كالمنظّمات والجمعيّات المدنيّة (خيرية.. إستشفائية.. علمية.. إعلامية.. فنية.. رياضيّة..) ودعمها حكوميّاً ومؤسساتيّاً وماديّاً وبالخبرات اللازمة للنجاح والإستمرار.. وخاصّةً ألجمعيّات والمنظّمات النسائيّة منها ألتي تعرض على النساء المسلمات والمحافظات الفقيرات خدماتها الهزيلة في تمويل نشاطاتهنّ الحرفيّة زهيدة التكلفة مجّاناً ثم تجبرهنّ على حضور (دروس توجيهية تضليلية) في إفساد المرأة المسلمة والمحافظة بحجة تعريفهن إلى السلوكيات المنحرفة للطاغوت العولمي الكافر واستثارة البغضاء الأسرية لديهن وتمهيد درب الفحشاء (الحضاري) أمامهن.
ونحن نرى أنّ على هذه الشخصيّات الجاهزة والمصنّعة إن كانت واثقةً من موهبتها الفنّيّة أو العلميّة أن ترفض الإستزلام للعولمة وتربأ بنفسها أن تكون مطيّة حقيرة للترويج للأهداف الوسخة للطاغوت العولمي.
V. هل الدين والتقاليد عَمِلا على تخلف المرأة المتديّنة عن حركة التطوّر الحضاري..!؟
تنظر العولمة إلى ألإلتزام العقائدي الغيبي والديانات وخاصّة (ألإسلام) وإلى التقاليد (وخاصّة المحافِظة) كعائقين أمام تطوّر المجتمع كما ترغبه هي وسبباً جوهريّاً في تخلّفه من وجهة نظرها (كانت الشيوعيّة قد سبقتها في رمي الأديان بهذه التهمة وغابت الشيوعيّة وبقيت الأديان).. فتدّعي العولمة بتوجيهاتها وإعلاناتها وما تدعو إليه علناً أنّ مفاهيم ألتمييز بين (ذكر وأنثى)..و ألعفّة الشخصيّة للرجل والمرأة.. والحشمة في الملبس والتصرّفات.. والشرف الشخصي والعائلي وموجبات حمايته.. والإخلاص لعقد الزواج الشرعي.. واهتمامات المرأة المنزليّة الأسريّة.. والوفاء للوالدين.. وتراتبيّة الإحترام الأسري.. وزعامة الأب للأسرة.. والمبنيّة كلّها على معطيات عقائديّة ودينيّة وقناعات تاريخيّة.. أنّها مفاهيم مناقضة لحرّية الإنسان ولحرّية المرأة بشكل خاص ولحضارة القرن (21) في ألتغيير الذي تحمل العولمة لواءه والهادف عمليّاً لاستبدال تلك المفاهيم : بالتباغض والتفكك الأسري وباللواط والسحاق وبإحلال سلوكيّات المومسات والغلمان والقوّادين مكانها.. وإن إنغماس المجتمعات المتديّنة في وساخات العولمة وفحشائها في تطبيق (حقوق –إفساد – المرأة) هي المؤشر الصالح عن تطوّر تقاليدنا وديننا .
وإذا كانت ذاكرتنا الثقافية في شطر منها تسوده فكرة أن ألنهضة وحركات التحرر الوطني في العالم العربي ضد الاستعمار إنما كانت حركات علمانيّة فالأدقّ في القول هو أنّها كانت حركات وطنيّة ودينيّة جامعة ولم يكن التوجه الإسلامي أو المسيحي الملتزم هو الحاضر الوحيد فيها وبالتالي لايمكن تصوّر عدم مشاركة المرأة المتديّنة والمسلمة المحجّبة في هذه الحركات وقيامها بالدور الفعّال المساند مثلاً للرجل المسلم الواقف في واجهة الحدَث وفي شدّ أزره وتعزيز تحرّكه وتسهيل مهمّته من خلال قيامها بوظائف موقعها كزوجة مناضل معرّض للمخاطر وربّة بيت مصانٍ ومربّية أجيال صالحة.. ممّا يتيح للرجال التفرّغ للأمور الشائكة الأخرى.. وبالتالي فتصنيف الملتزمات المحجّبات على أنهن رجعيّات متخلفات عن المشاركة الحضاريّة المجتمعيّة بسبب الحجاب والدين هو إفتراء وعارٍ تماماً عن الصحّة ويتمّ بتأثير من أجهزة الإعلام ذات الصبغة العلمانية والتبعيّة للغرب المتعولم..
وكما لايمكن إغفال مساهمة المرأة المحجّبة (لم يكن هناك سواها آنذاك) في ثورة 1919 في مصر لايمكن إغفال نضال المرأة الشاميّة الملتزمة في قضايا تحرير وطنها ضدّ الفرنسيين.. وبدليل راهن إضافي هو مئات الفلسطينيّات المحجبات أللواتي ضحين بأنفسهن وجرى سجنهنّ والتنكيل بهنّ في معتقلات الإحتلال الإسرائيلي في سبيل الوطن والقضيّة الفلسطينيّة والإسلام.
ألحجاب والنقاب : إشهار علني عن الأنوثة والعفّة والإخلاص الزوجي
مع ملاحظة أنّ الدور المنطقي والعملي الذي يُطلب من المرأة المسلمة والمرأة بشكل عامّ في قضايا الصراع والعنف هو دور معنوي و(لوجستي) لاهجومي ولا يجب أن يتضمّن هذا الدور تعريض المرأة للمجابهة المباشرة مع الخصوم وذلك مراعاةً لقدرات المرأة البنيويّة الجسديّة والعاطفيّة والنفسيّة وحفاظاً على حصاناتها وحيادها المتعارف عليه في الحروب.
VI. أساليب وتوجّهات الدعاية والترويج العولمي للفساد
حيث أنّ ألعولمة (ألطاغوت العالمي الكافر) أي أنظمة الغرب المتقدّم تكنولوجيّاً والمنهار إجتماعيّاً وأخلاقيّاً وأسريّاً - ولاصفة أصدق منها في انطباقها عليه- يبني سياسته العمَلانيّة للتمهيد لأهدافه العولمويّة في تفكيك الأسرة المحافظة (مسلمة ومسيحيّة ومؤمنة) لابتلاع مجتمعاتنا المترابطة دينيّاً وأسريّاً.. على ثلاثة مرتكزات يسعى لتحقيقها هي :
أ) إفساد سلوكيّات المرأة المحافظة عبر قوانين تتناول المرأة في سلسلة هرطقات (ألحقوق والعنف والتمييز والحماية والمساواة..) وما بنَت عليه العولمة من تحريف سلوكي نَسَوي واجتماعي.
ب) إفساد ألتنشئة التربويّة والقيَميّة لدى الطفل وقطع كلّ انتماء ودّي لديه بأسرته وبوالديه وبجماعته وبمكانه الجغرافي وتاريخه الإنساني وحتّى بجنسه التناسلي (ذكر أم أنثى).
ت) ألترويج لِلِواط الرجال باعتباره الدليل والسند البيولوجي الملموس للمساواة بين المرأة والرجل.. إستناداً بزعمهم بأن (الرجل البيولوجي) قد يكون (إمرأةً نفسيّاً) وأن (المرأة البيولوجيّة) قد تكون (نفسيّاً رجلاُ) وبالتالي تكون المرأة مساوية للرجل حتى في العمل الجنسي بزعمهم.. وبالتالي صوابيّة قوانينهم في إباحة زواج الرجل للرجل والمرأة للمرأة (زواج المثليين) حيث أنّ المرأة تصير بانحراف الرجل مساوية للرجل..
لذا نرى العولمة تعمد في دعايتها إلى تحقير حجاب المرأة (ألمسلمة والمترهبنة..) باعتباره الإشهار العلني المنظور عن عفّتها والتزامها وإخلاصها لعقد ارتباطها الروحي والديني والإنساني (الزوجي).. كما والسخرية من تمسّك الفتيات الملتزمات المحافظات بعذريّتهن والتفاخر بتوصيف سلوكيّات المومسات على أنّها سلوكيّات المرأة (الحرّة) وتغلّف كلّ ذلك بأنها دعوة للتطوّر الحضاري وللعلمانيّة العقلانيّة وليس للعولمة المتوحّشة..!
فعلى المستوى الغربي حظرت السلطات الألمانية ارتداء الحجاب في المدارس الرسمية.. وفي هولندا إدّعت السلطات أنّ حجاب الفتاة والمرأة رسالة مفادها أنّها أفضل من الأخريات إيماناً.. كما اعتبر الرئيس الفرنسي جاك شيراك ارتداء تلميذات المدارس الحجاب الإسلامي أمراً عدوانياً ومخالفاً لقرار السلطة الفرنسيّة المتعولمة حظر كل الرموز الدينية في المدارس العامة.
ونحن نرى أنّ شطَط شجب وحظر إرتداء الحجاب و محاربة النقاب رسميّاً وسلطويّاً (سواء كان فرضاً أو فضيلة) في بعض ديار الإسلام (تونس ومصر مثلاً) هو من ملامح الإرتداد عن الدين الحنيف وإعلان الحرب على الله ورسوله يتحمّل وزره القائل به والداعي إليه والساكت عن مجابهته.. واعتداء على الحرّيّة الشخصيّة للفرد ورأس جبل جليد الحرب العظمى التي يشنّها الطاغوت علينا وأوّل مرحلة في مخططّه الإبليسي.. وبالتالي فالتصدّي له (جهاد) بكلّ مافي الكلمة من معنى وثواب.
وهذا شهدناه ونشهده في الحمّى الإعلاميّة التي تجتاح بلاد الإسلام قاطبةً وفي مايدعى (ألجمعيّات ومنظّمات المجتمع المدني والهيئات النسائيّة) المفبركة بوفرة ملحوظة لترويج هذه المفاهيم تحت عناوين مخادعة كـ (تمكين المرأة) و (الدفاع عن المرأة) و (تشغيل النساء) والبرامج الإعلاميّة على جميع وسائل الإعلام التي تظهر المرأة عامّة والمسلمة خاصّةً ضحيّة والدها وشقيقها وحبيبها وزوجها وابنها ألذين هم درعَها وناسَها والمدافعين عنها في الحقيقة الملموسة عند الملمّات.
كما يستهدف الترويج العولمي راهناً وعبر كافّة وسائل الإعلام والإعلان والترويج المتاحة المقروءة والمسموعة والمرئيّة ألمحلّية والإقليميّة من صحف ومجلاّت وإذاعات ويافطات طرق ومؤتمرات حوار ومنتجات فنون وجمعيّات إجتماعيّة وخيريّة وتلفزة.. إلى إذكاء روح ألصراع والتزاحم على زعامة الأسرة بين ركني الأسرة الأساسيين (ألزوج والزوجة/ألرجل والمرأة) كما والحضّ على المكابرة والبغضاء بينهما باستخدام تعابير ومعايير مغلوطة (للمساواة) بين الرجل والمرأة وصولاً حتّى لتشبيهات مضحكة تسيء لأنوثة المرأة في الصميم كتمجيد العولمة ل(خشونة) الأنوثة في البرامج التلفزيونيّة عن مباريات المصارعة الحرّة بين النساء.. أو صورة المرأة ذات العضلات الضخمة تتدرّب وتتبارى في نوادي كمال الأجسام ورفع الأثقال كما الرجال.. وأيضاً المرأة العاملة في المهن القاسية المضنية مثلاً في الميكانيك والعتالة والعسكر وقيادة الشاحنات.. ألتي تعرضها كدليل على أنّ المرأة يمكنها إنجاز مهمّات الرجال وأنّها بالتالي مساوية لهم في كلّ شيء..
كما تقوم العولمة بتشويه سلوكيّات النساء وإغرائهنّ بما يفقدهنّ إحترام الرجل وثقته بالإرتباط الشرعي الديني بهنّ بهدف بناء أسرته.. وذلك بحضّهنّ على إرتياد المقاهي والبارات وأمكنة الإختلاء والإختلاط بالأجانب عنهنن وحتّى تزيّن لهنّ (ألمساكَنَة والمصاحَبَة: أي إقامة علاقات جنسيّة متكررة لفترة مديدة نسبيّاً بين رجل/رجال وبين إمرأة/نساء خارج إطار مؤسسة الزواج) والتي هي أحد وجوه الدعارة الموصوفة وكانت شائعة في الجاهليّة الأولى تحت تسمية (زواج الرِقاع) وقد حرّمها الإسلام.. وتروّج لذلك عبر مسلسلات التلفزة الموجّهة وبأقلام كتّاب هامشيّين مأجورين تبنّتهم العولمة ولمّعتهم وتوفّر لهم حصانةً وسوقاً ثابتة لترويج أعمالهم الرديئة التي هي بمعظمها مأخوذة عن ترجمات وقراءات لأعمال الآخرين بعد التصرّف بها ومواءمتها مع ملامح المجتمع المحلّي الجاري خداعه..
كما تركّز العولمة على الأبناء في عمر الطفولة والمراهقة والفتوّة وتجمّل لهم التمرّد وعصيان الإنضباط الأسري ورفض التوجيه الإرشادي للوالدين والمرجع الديني وتزوّدهم ب(مفردات وعبارات وسلوكيّات) الرفض والمجابهة والمكاسَرة للوالدين وللمجموعة التي ينتمي إليها الفتى كعبارة (خُدي كَسرَة) ألتحريضيّة ألموجّهة للفتيات لحثّهنّ على الإنقلاب على أهلهن.. و (ألدين عامل تخلّف).. و (صراع القديم والجديد).. وتَوَجُّه العَولمة نحو فئة الشباب وصغار السن ليس مبنيّا على تقييم إيجابي خاص لجدارة هذه الفئة بل لمعرفة العولمة لعدم خبرتها الحياتيّة وغلبَة رغباتها الجنسيّة الطبيعيّة المستجدّة في أجسادها عليها ولتشوّشها الفكري وانبهارها بالترويج الإعلامي الكاذب والمأجور للعولمة في تمجيد خصائصها السافلة.. ولعجز العولمة عن إستمالة الراشدين من ذوي الحنكة والتجربة الحياتيّة والمعرفة بأحابيل الشيطان الرجيم ووَسوَساته وإغراءاته ومفاسده.
وتسعى العَولمة الفاسدة المُفسدة لاستمالة الشباب الناشئ المسلم والمسيحي والمحافظ من ذكور وإناث باستثارة غرائزه الجنسيّة المستجدّة في جسده وبإنارة طُرق الإنحراف أمامه بأمثلة تطبيقيّة في المسلسلات المتلفزة العاملة لحسابها ونشاط المنظمات والجمعيّات المدنيّة الخاضعة لتوجيهاتها وتزيينها ببهرجات الدعاية الحضاريّة الخُلّبيّة في السلوك الشائن والهندام الخليع والحرّية الوقحة ولاهدفيّة الحياة ثمّ الترخيص له بممارسة تلك الموبقات بوحي من هيمنتها السياسيّة الإعلاميّة الترويجيّة عبر الشخصيّات المحليّة المشتراة لحسابها بالمناصب الديبلوماسيّة التشريفيّة فارغة المضمون وبالشهادات الفخريّة المضحكة ..
وفي المقابل تروّج العولمة لتعاطي (أللّواط) بين الرجال والعلاقات المِثليّة بين الجنس الواحد وتطرحها مراءاةً كأمرٍ مألوفٍ في المجتمع المحافظ الجاري خداعه كما في برامج التلفزة المفبركة لهذا الغرض وعلى المحطّات واسعة الإنتشار ذات الوجه المسلم والمحافظ عموماً كبرامج (ألحوارات الثقافيّة) الموجّهة وثرثرات (توك شو) وفي لبنان برامج /أحمر بالخطّ العريض(أل بي سي) و/سيرة وانفتحت (مستقبل) و/حكي نسوان (مستقبل) ألذي يحثّ المرأة على رمي حيائها وحشمتها وأن تقول علناً وبصوت عالٍ على رؤوس الأشهاد خفايا معايبها وممارساتها وماكانت تخجل من قوله في سرّها.. وغيرها.. وتستحضر لها شهودها من النساء (المسلمات المحجّبات) الزانيات بإصرار وفَخر ومن الرجال (المحترمين) منقلبي الشهوة عن سابق تصوّر وتصميم بدليل هندامهم وحليّهم في آذانهم ووجوههم ومفردات حواراتهم العلنيّة.. وتجعلهم موضع تكريم وإجلال من مقدّمي البرنامج ومثالاً أعلى أمام ناظري المشاهِد (البسيط) الذي يستنتج في نهاية حلقة الإفساد التفزيوني هذه أنّ الإنحراف -مع إستحضار هؤلاء المنحرفين- صار قاعدة مجتمعيّة راسخة وبديل (فانتيزي وحضاري) عن العلاقات الجنسيّة السويّة.. وهكذا بزعمهم تضيق شقّة (ألتباين الجنسي) بين الرجل والمرأة بتعاطي الرجل الجنس ك (مفعول فيه) كما المرأة.
والعولمة تريد إيهامنا بإحصاءاتها المزوّرة أنّ مجتمعنا المسلم أو المسيحي المحافظ مشابه لمجتمعهم العولمي الفاسد وهذا كذب وافتراء ومجتمعنا المحتاج لبعض تكنولوجيا العولمة الغربيّة يتفوّق عليها في جميع النواحي الإنسانيّة الحضاريّة الأخرى.
وطبعاً ماكان هذا الدَجل العولمي ليتم لولا مساهمة فعّالة من (ألطبّ النفسي) الغربي المتفَذلك المتحَذلق المتخادِع حيث صار الطبيب النفسي في دنيا العولمة معادلاً ل (خوري الإعتراف) في كنيسة النصارى يسرّون إليه بخفايا صدورهم ومشاكلهم ويرجون منه الإستماع والنصح والتشجيع.. بينما هو يلعب دور (ألمُخبر) وجهاز (إستشعار) مجتمعي مستعدّ للتلقّف والإخبار عن أيّة صحوة مجتمعيّة يضبطها في عيادته.. وهو يستغبي الأفراد بتعميم الخاصّ من الإنحرافات الخَلقيّة و الخُلقيّة على العام ألسويّ المجنمعي تحت مقولة (ألرجل البيولوجي قد يكون نفسيّاً امرأة .. والمرأة البيولوجيّة قد تكون نفسيّاً ذكراً).. وأنّ هناك امرأةً داخل كلّ رجل ورجلاً داخل كلّ امرأة..! لذا فالمرأة كما الرجل..وأنّ (الأجناس التناسليّة) لم تعد من (ذكر وأنثى) كما صرّحت به الأديان بل صارت:
رجل ذكَر مُخصِب بيولوجيّاً وهو ذَكر نفسيّاً وسلوكيّاً أيضاً (وهذه حالة الرجل السَوِيّ)
إمرأة أنثى مُنجبة بيولوجيّاً وهي أنثى نفسيّاً وسلوكيّاً أيضاً (وهذه حالة الأنثى السَوِيّة)
بَشَري لايُخصب ولا يُنجب بيولوجيّاً ومعيوب عورويّاً وهو أنثى نفسيّاً (وهي حالة التخنّث الخَلقي)
رجل ذكَر مُخصِب بيولوجيّاً لكنّه نفسيّاً وسلوكيّاً أنثى (وهذه حالة الرجل اللواطي المتأنّث )
رجل ذكَر مُخصِب بيولوجيّاً لكنّه نفسيّاً وسلوكيّاً أنثى وذكر (وهذه حالة الرجل اللواطي المثالي )
إمرأة أنثى مُنجبة بيولوجيّاً ولكنّها نفسيّاً وسلوكيّاً ذكر (وهذه حالة الأنثى السحاقيّة المسترجلة)
إمرأة أنثى مُنجبة بيولوجيّاً ولكنّها نفسيّاً وسلوكيّاً ذكر وأنثى (وهذه حالة الأنثى السحاقيّة المثاليّة)
ويطرح هذا التصنيف مشكلة جديدة هي في إسناد ألقاب (التشريف) لأصحابها إذ لم تعد ألقاب (سيّد و سيّدة وآنسة) وحدها تفي بغرض هذه المجموعة..!
ألتركيز على (برامج ألصِنان) المتلفزة المتهتّكة والمشينة وتشجيع إنتاجها في مواضيع: سِفاح القُربى وزِنا المحارم واغتصاب الأطفال والإعتداء الجنسي على الفتيات الصغيرات وحالات المُسوخ في تركيبتهم البيولوجيّة من الرجال الذين غيّروا جنسهم وصاروا نساءً ويمارسون الجنس بعدّتهم المصنّعة تلك وينتظرون مكافأة المجتمع العولمي لهم على انحرافهم هذا..
في الأدب المقروء تساند العولمة كتّاب وأدباء ألسرد التحريضي على الرجل الذكَر وعلى الإسلام والمجتمع المحافظ سيّما جماعة ألـ (39) ألذين فبركتهم وأطلقتهم حتّى على صفحات الأنترنت و(الفايسبوك) وتدعم أعمالهم الهابطة فكريّاً ولغويّاً.. فتسجّل إمتيازاً للكلمة الجارحة والمشهد الدموي والرأي المخاتل المبطّن بروح التمرّد والنشوز والمتوسّل عبر الإفتراء على الرجل الزوج وربّ الأسرة والوالد وَصم الذكورة السامية بما لايليق بها والترويج للحالات المتطرّفة المتوحّشة الظالمة الممجوجة من الرجولة.. وهذا الأدب المقروء يعرض البغضاء الأسريّة العولميّة وعدائيّة المرأة بديلاً وعلاجاً موصوفاً والتشفّي الأنثوي نهجاً تدميريّاً لنشر التفكك المجتمعي.. أسلوبٌ صار درباً مطروقةً ومأمونةً مؤقّتاً لتسلل أبواق الضجيج العولمي من كتّاب الغفلة هؤلاء.
VII. هل تحترم العولمة ألطفل والمرأة ؟
بكلّ تأكيد: لا..
ملائكيّة تصرّفات الطفولة وعفويّة عاطفتها وارتباطها الحميم بوالديها هو مايعطيها قبولها وحصانتها وامتيازها
ألعولمة الراهنة لاتحترم الطفل ولا تحترم المرأة (الأنثى) بل تحتقرهما إحتقارها للرجل (ألذَكر).. بدليل نزعها عنهما كلّ القيم والمكرُمات والجمالات المعنويّة الطبيعيّة والبديهيّة التي أوجدتها الطبيعة ونادى بها الحكماء والفلاسفة الأوّلون وكلّ الديانات السماويّة: من ملائكيّة تصرّفات الطفولة وعفويّة عاطفتها وارتباطها الحميم بوالديها واحترامها لهما ضمن تراتبيّة موقعها الأسري وإطاعتهما عرفاناً بجميلهما عليها.. ومن جمال عفّة الفتاة العازبة وسموّ وبراءة الحبّ الطاهر وعظمة الإخلاص لعقد الزواج وثواب وفرحة وفخار التضحية في سبيل إسعاد الزوج والأسرة..
فالطفل الغربي المتعولم وكما المواطن الراشد الغربي المتعَولم هو كائن خارج أيّ انتماء عميق وجدّي لاللمكان الذي يؤويه ولا للإنسان الذي يجاوره.. هو عمليّاً منفصل تماماً عمّا سبقه من أجيال ونَسَب أسَري وعمّا يليه منها وحتّى عن ذات نفسه .. هو كحبّة رمل متدحرجة على تلّة تنهار إلى الحضيض..
فيعيش الطفل في كنف أسرته في المجتمع العولمي كعنصرٍ (عدائي خائف ومنبوذ ومكروه) من أبويه بدايةً حيث أنّ العولمة تنشئ الطفل في مجتمعها وتربّيه في مؤسساتها على التعامل مع والديه كشخصين غريبين (كخادمين وحارسين مأجورين ومؤقّتين) يقومان بخدمة مولودهما مقابل (أجرة) مادّية (مرتّب شهري عن كلّ مولود) يقبضانها من النظام المتعولم وله حقّ محاسبتهما ومعاقبتهما عند كلّ تقصير يستشفّه خلال تفتيشه الدوري لحالة الطفل..
والوالدان يعلمان بالتالي محدوديّة وسطحيّة علاقتهما بمولودهما الذي هو بمثابة (وَديعة حكوميّة) لديهما وأنّ لمولودهما الطفل هذا سلطة طلب حماية والده الواقعي الذي هو (ألبوليس) ملغيةً بذلك لكلّ معاني ألتعاطف والودّ والترابط والتضحية التبادليّة الأسرية بين المولود ووالديه رغم أنّ الإحصاءات تدلّ على أنّ أكثر من نصف ألبوليس وفي كل مكان في العالم هو فاسد ومتعاون مع الجريمة بشكلٍ ما..
وسيّما والعولمة تحرم الوالدين (ألرجل والمرأة السويّين) من حقّهما الإنساني في تقديم النصح والإرشاد التربوي الأخلاقي والقيَمي لمولودهما وتسند هذا الحق إلى (ألمرشدة الإجتماعيّة) الحاضرة في كلّ مؤسسة تربويّة والتي تتولّى دور ألأم الواقعيّة من حيث التوجيه السلوكي والقيَمي ومتابعة تنشئة المولود ولها كلّ السلطة في (تعنيف) الوالدة الطبيعيّة للطفل إن هي تجرّأت مرّة وقامت بشدّ أذن مولودها عندما يسيء التصرّف وقد تدينها بحسب مواد (قانون ألعنف الأسَري) الذي هو في مضمونه كتلةً من السفاهات والتجاوزات المنطقيّة والأخلاقيّة ويشكّل حلقة مترابطة مع أمثاله من قوانين وأدوات العولمة المعدّة لتفكيك الأسرة المحافظة.
ولا يمكن إستبعاد مساهمة دَور (تبنّي الأطفال) في تأزيـم أوضاع الطفولة ومَن يحيطون بها في المجتمع العَولمي, والذي بلغ شأواً متعاظماً نظراً لانحلال خليّة الإنجاب السويّة الأسريّة الرصينة والمسؤولة, وتكاثر نزلاء ملاجئ المتروكين من الأطفال لسبب أو لآخر .. وباتت التلميذات بدءاً من المراحل المدرسيّة المتوسّطة يتولّين رَفد المجتمع المتعولم ب (ألإنجاب العَرَضي) الناتج بين المراهقين والمراهقات نتيجة علاقاتهم ومداعباتهم الجنسيّة التي تحضّ عليها التنشئة التربويّة العولمويّة المنحرفة الحديثة.. رغم أن إدارات المدارس كافّة -والحقّ يُقال, وبإيعاز من الدولة- توزّع على تلميذات الصفوف المتوسّطة لديها (حبوب منع الحمل) وتشرح لهم أساليب (ألمجامعة المأمونة العواقب) كما في كندا وأمريكا وبعض أوروبا..! لأنّ حقيقة نظرة العولمة للمرأة تتماثل ونظرة المزارع للمعزى وهمُّه هو أن تَلِد المعزى ولا يهمّه نسَب التيس الساعور.. ومع ذلك نجد في بلادنا من يتشدّقنَ بكلّ صفاقة وجه ويتّهمن الإسلام بالتخلّف لأنّه يسمح بنكاح المراهقات من ضمن تعاليم الشريعة الإسلاميّة..!
والعولمة لاتحترم المرأة الأنثى السويّة لأنّ العولمة وببساطة الأمور قد استحضرت للمرأة السويّة شريكاً منافساً هو (ألرجل أللواطي) ألذي كسر احتكارها وزاحمَها وسابقَها في الوصول للرجل الآخر وسبقَها في اختصاصها الأساس في أحقيّتها منفردةً في ممارسة الجنس مع الرجل السويّ.. صارَ (الرجل العولمي اللواطي) هو ألصاحبة والخَدين و (ألضُرّة) غير الشرعيّة للمرأة السويّة .. وهل يرضى السلطان أن يشاركه أحد في سلطانه..؟ وإنّ مَن يصنّف سلوكيّات المومسات (كما يجرى عرضه في الندوات التلفزيونيّة الموجّهة ) على أنّها سلوكيّات المرأة الحرّة هو مَن يَخدع المرأة ويحتقرها في حقيقة الأمر.
ألمرأة المسلمة المؤمنة حقّاً لاترفع صوتها اليوم للمطالبة بمساواتها بالرجل وبحرّيتها وحقوقها فالمساواة وحرّيتها وحقوقها وواجباتها حاصلة فعلاً ومتوافرة بشكلها الثابت والرصين والمسؤول ضمن مايتيحه الشرع لها و له من حقوق وواجبات وحرّيات والتزامات.. ألمرأة المسلمة تطالب اليوم طُغاة العولمة وطواغيتها في إعطائها حرّيتها في وضع حجابها ونقابها وعدم إجبارها على إتيان فحشاء الجاهليّة الأولى التي ينادي بها الغرب والعاملون بإمرته في بلاد المسلمين من المنافقين المرتدّين المفسدين في الأرض ألّذين ذكرهم القرآن الكريم بقوله: (إنّما جَزاء الذينَ يحاربونَ الله ورسوله ويسعونَ في الأرض فساداً أن يقَتَّلوا أو يُصَلَّبوا أو تقطَّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يُنفوا من الأرض ذلكَ خِزيٌ لهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذابٌ عظيم – صدق الله العظيم).
عَولمة الجاهليّة الأولى التي أدركتنا في القرن الواحد والعشرين (قسم أوّل ويليه الأخير)ـ
بحث في طبيعة ومنهج العَولمـة - بقلم /خالد ياسين دياب - بيروت في 30/1/2010
يتبعه القسم الثاني الأخير
في إمبراطوريّة الطاغوت الأكبر (أللواط) هو سند المساواة البيولوجي بين الرجل والمرأة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
(منقول)
1.تعريف العولمة:
تنظيم شمولي غير علماني تتلخّص نظريّته الكونيّة في: نظام سياسي واقتصادي واجتماعي جامع ووحيد لشعوب المعمورة قاطبةً بعد (تنميط) أفرادها في (نموذج) بشري عولمي موحَّد يكون بلا هويّة متمايزة وبلا انتماء لالجماعة ولا لعقيدة ولا لمكان ولا (لجنس تناسلي) محدّد.
ويعتمد النظام العولمي هذا في ديمومته واستمراره على (ألإرهاب المدَني) عبر الإرغام الأمني البوليسي للأفراد وعلى فَرض التهتّك والشذوذ السلوكي التربوي التعليمي الرسمي أساساً لتنشئة الأجيال الطالعة وعلى قَوننة مفاسد الجَور التشريعي العَدلي وعلى تحريف ودجلنة الطبّ النفسي وعلى التمييز التحقيري العلني الإعلامي ضدّ الرجل السويّ المتعفّف والمرأة السويّة المتعفّفة.
وديانة العولمة هي (ألكفر بالله) ونشر تعاليم (إبليس) اللعين في إفساد الإنسان وتعميم سلوكيّات الفسق والإنحراف والميسر (ألقمار) والكهانة (ألشعوذة) وفي محاربة القيم السامية المشتركة للديانات الأخرى وبالأخصّ خُلق العفّة الشخصيّة عند الرجل والمرأة في (ألإسلام والمسيحيّة) وبتزيين الفاحشة والزنا للنساء وبالترويج للّواط (فعل قوم لوط) للرجال وبالحضّ على التمرّد الأسري (ألعصيان) وعقوق الأبناء لوالديهم وباستحضار محفّزات الشقاق بين الأزواج.
وأسلوب عمل العولمة هو التدخّل في شؤون الشعوب والدول الأخرى ذات الأوضاع الهشّة سياسيّاً واقتصاديّاً وتعاني من أزمات داخليّة, بالحيلة وبالسيف وبالإعلام المخادع وبالمساعدات الإنمائيّة المشروطة على أنواعها بعد افتعال الأزمات الإقتصاديّة والإنسانيّة والنزاعات المسلّحة ألموجبة لطلب تلك المساعدات بتلهّف وإلحاح من قِبَل تلك الدول.
كما والتسلل إلى مواقع القرار فيها عبر دعم الشخصيّات المحليّة من مزدوجي الجنسيّة وعبر طروحات مقولة تعزيز الديموقراطيّة وحقوق الإنسان وحقوق الطفل وحقوق المرأة وما يستتبعها من عدم التمييز ومساواة وحماية وعنف
وإذا كان تحقيق هدف (مواطنون أفراد دون انتماء) يحتّم سلخ واقتطاع هؤلاء الأفراد من محيطهم ومجتمعاتهم ومعتقداتهم وأماكنهم وتاريخهم تمهيداً لإلحاقهم بالنظام العولمي الجامع فقد تركّزت إهتمامات تكتيكات منظمّات ومؤسسات العولمة ومنذ ثلاثة عقود على خطوات وبرامج إستقطاب واجتذاب الناشئة والشباب من صغار الأعمار كتكملة وتتويج لمخطط تفكيك الأسرة (وخاصّة المتديّنة) ألذي تمّ في المجتمعات الغربيّة الأوروبيّة والأمريكيّة أواسط القرن العشرين بنسبة عالية من النجاح وجابهَ في البلاد المحافظة والمجتمعات الإسلاميّة خاصّة معارضة عظيمة مازالت تتوالى فصولاً في صراعٍ لاشكّ سيأخذ شكلاً ملحميّاً ودموياً إن لم تستدرك العولمة شططها وتعدّل في نظريّاتها..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
2. عَولمة الجاهليّة الأولى التي أدركتنا في القرن الواحد والعشرين (قسم أوّل) -
بحث في طبيعة ومنهَج العَولمة- بقلم/خالد ياسين دياب
من Khaled Diab Lb في 31 أكتوبر، 2009، الساعة 02:43 صباحاً
نموذج عن إمراة العولمة
I. تمهيد : ياشرفاء العالم إسمعوا و عُوا ولا تَتهاونوا :
لايخفى على كلّ مُتابع للوسائل الإعلاميّة الراهنة على أنواعها ولبرامج التلفزة خاصّةً في مجتمعاتنا المحافظة وبلادنا الإسلاميّة أنّ هناك (جائحة إعلاميّة) محلّية وإقليميّة مركّزة وموجّهة من أنظمة الغرب للنيل من قيَم ألشَرف والعفّة والإخلاص الزوجي وموقع الوالدين الإرشادي والإنتماء والترابط في الأسرة المسلمة والمسيحيّة واليهوديّة والأسرة المحافظة عموماً وعلى سلوكيّات الحشمة والتعفّف بشكل خاصّ.. تحت ستار الدعوة لقوانين (حقوق الإنسان) و(حقوق الطفل) و(حقوق المرأة) و (ألعنف ضدّ المرأة) و (ألتمييز ضدّ المرأة) و (حماية المرأة) و(ألمساواة المطلقة بين الذكر والأنثى) وفي محاربة مايسمّونه (ألمجتمع ألذكوري) المحافظ مع إقران صفة محافظ بنعوت من طراز (متخلّف وعنيف وإرهابي.. وإسلامي..) وحتّى ليخال للمرء المتابع لهذه الترويجات الباطلة أنّ المرأة أمام دينوصور متوحّش يسعى لالتهامها والقضاء عليها أسمه (ألرجل) وبشكل أدقّ : ألذَكر الحامي والراعي لوضع المرأة المحافظة في المجتمعات المحافظة والمتديّنة والمحتشمة عموماً.. مع إصرار عولمي على توصيف وتسويق (سلوكيّات ألمومسات) على أنّها سلوكيّات (المرأة الحرّة) وبالتالي فهم يسفّهون ربّات البيوت الصالحات و أبكار البنات وعُذريّتهنّ ويدعون علناً للرذيلة وللّواط وللنشوز والفجور والمساكنة الحرام.. ـ
وإذا كانت ألعَولَمَة لم تسفر بعد علانيةً عن كامل وجهها وبشاعتها لأسباب تتصل بمخطط أصحابها, وخشيتهم من معارضات حاسمة تجابههم وتُفشلهم ظهرَت بوادرُها, وتفضيلهم بالتالي لسياسة ألتسلل الصامت كما يتسلل الجُرذ لصوامع الغلال حافراً في التربة, فلعلّ ماجرى تجميعه وتوصيله هنا- بالإطّلاع والتحليل والمقارنة والمتابعة الميدانيّة اليوميّة متعدّدة الجغرافيا- من خيوط هذا المخطط, يسلّط الضوء على مدى وعمق وجسامة مخاطر الإنسياق في التيّار العولمي الراهن على مجتمعات المسلمين والمحافظين والمؤمنين بالديانات السماويّة كافّة وعلى مكارم الأخلاق وعلى البشريّة جمعاء في الدنيا وفي الآخرة.. ـ
II.Globalization Theory ألعولمة.. وما أدراك ماالعولمة..؟
يمكن مقاربة فكرة ونظريّة العولمة وتعبير (ألنظريّة) عامّةً يتناول نسَقاً متكاملاً من المعطيات والإفتراضات بخصوص الحقائق الكونيّة المترجِمة والمفسّرة لوضع وجوديّ شامل) من مدخلَين :
1- ألمشهد النهائيي لطروحات (نظريّة ألعولمة): وينطوي على :
# (نظامٍ جامع) للأنظمة ألأرضيّة وغير الأرضيّة ممسوك بشكل ما من القوّة الأكبر ألممتلكة لأسباب القوّة والمنعة والمهيمنة على غيرها من الكيانات (راهناً: تحالف الولايات المتحدة الأمريكيّة والإتحاد الأوروبي بشكل رئيس)
# وشعوبٍ هي –بعدَ قَولَبتِها وتَنميطِها - عبارة عن (تَجميعات أفراد) من دافعي الضريبة بلا هويّة ولا إنتماء لاعرقي ولا عقائدي ولا أسري ولا جغرافي ولا تاريخي ولا أخلاقي قيَمي ممّا هو متعارف عليه الآن.. تعمل تحت راية هذه القوّة الأكبر وتساهم كعنصر ثانوي (كمموّل) في تحقيق برامجها وسياساتها (الكونيّة) .
2- أمّا العولمة (كأسلوب تنفيذي عَمَلاني) ممهِّد لبلورة وتحقيق المشهد النهائي الذي أشرنا إليه فهي :
مجموعة التخطيطات والمفاسد الهدّامة للأمم ألتي (إبتكرها) ويروّج لها وينشرها ألطاغوت العولمي في سعيه لتفكيك المجتمعات وتغيير و قولبة وتنميط هويّة الأفراد الشخصيّة والإجتماعيّة والفكريّة خدمةً لنظريّة (مواطنون أفراد دون انتماء) وأنّ المواطن هو كحبّة الرمل على البلاج وليس كفرع شجرة مرتبط بجذع وجذر..
وإذا كان تحقيق هدف (مواطنون أفراد دون انتماء) يحتّم سلخ واقتطاع هؤلاء الأفراد من محيطهم ومجتمعاتهم ومعتقداتهم وأماكنهم وتاريخهم تمهيداً لإلحاقهم بالنظام العولمي الجامع فقد تركّزت إهتمامات منظمّات العولمة ومنذ ثلاثة عقود على خطوات وبرامج إستقطاب واجتذاب الناشئة والشباب من صغار الأعمار كتكملة وتتويج لمخطط تفكيك الأسرة (وخاصّة المتديّنة) ألذي تمّ في المجتمعات الغربيّة الأوروبيّة والأمريكيّة أواسط القرن العشرين بنسبة عالية من النجاح وجابهَ في البلاد المحافظة والمجتمعات الإسلاميّة خاصّة معارضة عظيمة مازالت تتوالى فصولاً في صراعٍ لاشكّ سيأخذ شكلاً ملحميّاً ودموياً إن لم تستدرك العولمة شططها وتعدّل في نظريّاتها..
III. ألعولمة وتفكيك الأسرة المحافظة
من بديهيّات الحياة والنشوء وتشكّل المجتمعات المتعارف عليها منذ القدم أنّ (ألأسرة المترابطة), أي ألتجمّع (ألنواة) المكوّن من (أب) هو الذَكَر السويّ الراعي المنفق الحامي صاحب السلطة طالب العلاقة الجنسيّة السويّة مع الأنثى و (أمّ) هي الأنثى الشريك الجنسي السويّ ألموافق للرجل وباذل العناية والمحبّة لاستمرار علاقتهما هذه والمتعاون مع الأب في تدبير شأن الأسرة و (أبناء) هم ثمرة هذه العلاقة الجنسيّة السويّة لهذين الأبوين يحترمونهما ويلتزمون بإرشاداتهما ونصائحهما لإدراكهم بمحبّتهما لهم ولتضحياتهما تجاههم وأنّهم يدينون بوجودهم الدنيوي وبرعايتهم وحمايتهم لهذين الأم والأب.. هذه الأسرة المترابطة هي المنطلَق عَبر رابطة الدمّ والتفرُّع والتكاثر نحو تشكيل ألرَهط والقبيلة والعشيرة والعائلة.. وصولاً لتشكيل الدولة ذاتها.. لذلك وعَت العولمة منذ انطلاقتها أنّ تكوّن تلك الأسرة المترابطة المتواددة وذلك النمَط ألتراتبي من الإحترام والرعاية في العلاقات الإجتماعيّة الأسريّة والآيل لنشوء تجمّعات مترابطة بماهيّتها العرقيّة والرعائيّة والتربويّة هو غريمها وخصمها ومانعها من تحقيق أهدافها في (إختطاف) الأفراد بهدف قولبتهم وتنميطهم في (حضارة العولمة) واللاإنتماء..
لذلك عمدت العولمة إلى خطّة إحلال ألعلاقات الجنسيّة غير السويّة ألمثليّة أي (أللِواط و السُحاق) بدلاً من ألعلاقة الجنسيّة السويّة (ألمُنجِبَة) بين ذكر وأنثى لكي تضع نهايةً لارتباط وتعاون الزوجة الأنثى بالذكر الرجل كما ولكسر إحتكار تلازم فكرة الممارسة الجنسيّة عند الذكر فقط بالمرأة دون سواها.. وإلى إحلال (ألتباغض الأسري) بين أفراد الأسرة الواحدة بدلاً من (ألتوادد الأسري) لخلخلة الإحترام والإنصياع التراتبي الأسري بين الأبناء ووالديهم.. وإحلال (أللامبالاة الأسريّة) مكان (ألرعاية والبذل والتضحية) المتبادلة بين الزوج والزوجة والأبناء والتي قد تدفع كلاّ منهم للتضحية بالغالي والنفيس وبالذات نفسها دفاعاً عن الآخرين.. وبلا مقابل ماديّ..!
إذاً: ألترويج لنشوز وزنا النساء وللواط الرجال وللتباغض الأسَري ولتمرّد الأبناء وعقوقهم لوالديهم ومصادرتهم من رعاية أهلهم لهم ولقطع الأرحام ولتناحر الأجيال ولتغيير طبائع وطبيعة المخلوقات الحيّة والإنسان إلى الدرك الأسفل من المهانة الذاتيّة ومن سلوكيّات الجاهليّة الأولى: هذه هي القيم المجيدة التي تبشّرنا بها العولمة الراهنة الغربيّة الفاسدة والمفسدة.. وبالتالي فإن العولمة بأساليبها الراهنة في الإفساد تستهدف تقويض البشريّة والإنسانيّة جمعاء خدمة للطاغوت ولرجال الأعمال الكونيّين.
IV. أدوات العولمة في نشر التباغض الأسري والإنحلال الأخلاقي
لقد استحضرت العولمة وأعدّت لتحقيق أغراضها الفاسدة المفسدة في تفكيك الأسرة وإحلال التباغض الأسري فيها وفي الترويج للإنحراف السلوكي الجنسي لأعضائها (سحاق و لواط) مجموعة (أدوات) قانونيّة وعملانيّة هي بشكل رئيس :
(1) على الصعيد القانوني الدولي
وعَبر النَفاذ المُخاتِل من بوّابة (ألإعلامات الدوليّة)
Declarations
ألشِبه إلزاميّة للدول الأعضاء والصادرة عن الأمم المتحّدة بخصوص اتفاقيّات وقوانين تطال ماسميّ بـ (ألحقوق/رايتز) والتي تدّعي استرجاع حقوق ومنافع عامّة إنسانيّة دوليّة مسلوبة من أصحابها..
إفتتحتها الأمم المتحدة بالإعلام عن (ألإتفاقيّة الدوليّة لحقوق الطفل) ألتي صيغت حينها تطبيقاً لنظريّة (ألوالدان هُما عدوّا مولودهما) وكعلاج للحالة الأسريّة المتفككة والمزرية الأوروبيّة والغربيّة عامّة آنذاك في الربع الأول من القرن السابق (ألعشرين) إثر الحرب الأولى ومآسيها الإنسانيّة وأزماتها المعيشيّة.. وهذه الإتفاقيّة الجائرة تتعارض في كثير من بنودها بالمنطق الأسري المحافظ والسليم من حيث الرعاية والإرشاد والإحترام وتنال من هيبة وواجبات وحقوق الوالدين ودورهما في تنشئة مولودهما وتتعارض بشكل جذري مع الشريعة الإسلاميّة حيث أنّها لاتتناول أصلاً حالةً أسَريّة محافظة إسلاميّة بل إنحرافاً أسريّاً غربيّاً كان من الأجدى تصحيحه بتبنّي تعاليم الشريعة الإسلاميّة السمحاء بخصوص الأسرة وواجبات وحقوق الآباء والأبناء والتراحم الأسري.
ثم بالإعلام الدولي عن (حقوق الإنسان
/ Human Rights)
.. وهو مسمار جحا الأكبر الذي تزعم العولمة ودولها عموماً دفاعها عنه مسوِّغاً لتسللها داخل المجتمعات الرافضة للعولمة.. أي أنّه في بعض وجوهه وبنوده مطلب حق يراد به باطل..
وما لبثت الإعلامات الدوليّة الصادرة عبرَ الأمم المتحدة -وبتأثير من الجهات الصناعيّة الكبرى الأمريكيّة والأوروبيّة عابرة القارات- أن شطّت وانحرفت مبشّرةً ب (ألمساواة بين الجنسين) و(حقوق المرأة) و (اتفاقيّة إلغاء كلّ أشكال التمييز ضدّ المرأة/ سيداو) ومروراً ب
(حقوق اللواطيين والغاء التمييز ضد السحاقيّات والمتغَولمين والمخنّثين واللواطيين ومتحوّلي الجنس
Discrimination against lesbian, gay, bisexual, transgender and gender variant people
وتوّجتها أخيراً ب (قانون زواج المثليين: زواج الرجل للرجل والمرأة للمرأة).
وقد عبرَت العولمة من تلك الإعلامات ألمنافذ الدوليّة وبحجّة تطبيقها خدمةً للعدالة المزعومة والمساواة بين البشر لتسوّق نمطاً مستهجناً لاإنسانيّاً من(قوانين السلوكيّات السافلة) تحت العناوين البرّاقة المذكورة وأهمّها بنود (ألطفولة والمرأة والحماية والتمييز والعنف الأسري والمساواة) وكلّها ضمناً تستهدف تشويه صورة (ألرجل ألذكر) ربّ الأسرة المحافظة وتتّهمه بالظلم والوحشيّة والتعدّي على حقوق حبيبته وزوجته المرأة وفلذة كبده ربيبه ألطفل.. وكلّ بند منها ينبق عنه ويترتّب عليه مجموعة من التوجيهات الإكراهيّة تجاه الشعوب كافّة أخذت العولمة على عاتقها مسؤوليّة ترويجها وفرضها بالحيلة وبالقوّة..
(2) على المستوى العملاني التنفيذي الفردي والشعبي (تجنيد العولمة لأدوات دعايتها والترويج لها)
في سعيها لترويج أفكارها وحثّ الآخرين على قبولٍ سَلسٍ ومُيَسَّر لها تستخدم العولمة أدواتها من العناصر الأشخاص البشريّة والمعنويّة كافّةً..فتقوم العولمة بتجنيد عيّنات مختارة من البيئات المتعددة التي تنوي نشر فسادها فيها. فيستمِدّ الطاغوت العَولمي أبواقه الناطقة باسمه بأسلوبين رئيسين :
1) شراء الجاهز من الشخصيات العامّة المشهورة الداجنة والأليفة بطبيعتها ومهنتها (مطربون وموسيقيّون وأدباء وعلماء ورجال فكر وإعلاميّون وصناعيّون وسياسيّون ومؤسّساتهم الإعلاميّة .. مقابل ألقاب ومناصب تشريفية تفاخريّة إجتماعيّة جوفاء كتعيين البوق مثلاً (رجلاً كان أو إمرأة ) سفيراً أمميّاً للنوايا الحسنة أو سفيراً للبيئة أو سفيراً للسلام.. أو منحه جوائز دوليّة رنّانة طنّانة عن أعمال عاديّة ورديئة كجائزة (نوبل.. غونكور.. بوكر.. أدباء 39 ..) وميداليّات إنجاز وهمي وأوسمة شرف غائب وشهادات جدارة مهنيّة لايستحقّها ك (دكتوراة فخريّة) من إحدى الجامعات التابعة لهيمنتها.. وبحيث صارت مناسبة المَنح التَشريفي المخادع هذا مؤشراً مؤكّداً وفاضحاً على انضمام الشخصيّة المكرّمة لحملة الترويج العولمي للنشوز وللّواط..
2) تصنيع وتلميع شخصيّات مغمورة ولكن طموحة ومُحبّة للظهور والشهرة ومستعدّة لتجاوز قناعاتها الدينيّة والمبدئيّة ومُثُلها العليا والتعاون مع أهداف العولمة.. وذلك عبر ترفيعها وترئيسها على مؤسسات ذات أهداف نبيلة ظاهريّاً كالمنظّمات والجمعيّات المدنيّة (خيرية.. إستشفائية.. علمية.. إعلامية.. فنية.. رياضيّة..) ودعمها حكوميّاً ومؤسساتيّاً وماديّاً وبالخبرات اللازمة للنجاح والإستمرار.. وخاصّةً ألجمعيّات والمنظّمات النسائيّة منها ألتي تعرض على النساء المسلمات والمحافظات الفقيرات خدماتها الهزيلة في تمويل نشاطاتهنّ الحرفيّة زهيدة التكلفة مجّاناً ثم تجبرهنّ على حضور (دروس توجيهية تضليلية) في إفساد المرأة المسلمة والمحافظة بحجة تعريفهن إلى السلوكيات المنحرفة للطاغوت العولمي الكافر واستثارة البغضاء الأسرية لديهن وتمهيد درب الفحشاء (الحضاري) أمامهن.
ونحن نرى أنّ على هذه الشخصيّات الجاهزة والمصنّعة إن كانت واثقةً من موهبتها الفنّيّة أو العلميّة أن ترفض الإستزلام للعولمة وتربأ بنفسها أن تكون مطيّة حقيرة للترويج للأهداف الوسخة للطاغوت العولمي.
V. هل الدين والتقاليد عَمِلا على تخلف المرأة المتديّنة عن حركة التطوّر الحضاري..!؟
تنظر العولمة إلى ألإلتزام العقائدي الغيبي والديانات وخاصّة (ألإسلام) وإلى التقاليد (وخاصّة المحافِظة) كعائقين أمام تطوّر المجتمع كما ترغبه هي وسبباً جوهريّاً في تخلّفه من وجهة نظرها (كانت الشيوعيّة قد سبقتها في رمي الأديان بهذه التهمة وغابت الشيوعيّة وبقيت الأديان).. فتدّعي العولمة بتوجيهاتها وإعلاناتها وما تدعو إليه علناً أنّ مفاهيم ألتمييز بين (ذكر وأنثى)..و ألعفّة الشخصيّة للرجل والمرأة.. والحشمة في الملبس والتصرّفات.. والشرف الشخصي والعائلي وموجبات حمايته.. والإخلاص لعقد الزواج الشرعي.. واهتمامات المرأة المنزليّة الأسريّة.. والوفاء للوالدين.. وتراتبيّة الإحترام الأسري.. وزعامة الأب للأسرة.. والمبنيّة كلّها على معطيات عقائديّة ودينيّة وقناعات تاريخيّة.. أنّها مفاهيم مناقضة لحرّية الإنسان ولحرّية المرأة بشكل خاص ولحضارة القرن (21) في ألتغيير الذي تحمل العولمة لواءه والهادف عمليّاً لاستبدال تلك المفاهيم : بالتباغض والتفكك الأسري وباللواط والسحاق وبإحلال سلوكيّات المومسات والغلمان والقوّادين مكانها.. وإن إنغماس المجتمعات المتديّنة في وساخات العولمة وفحشائها في تطبيق (حقوق –إفساد – المرأة) هي المؤشر الصالح عن تطوّر تقاليدنا وديننا .
وإذا كانت ذاكرتنا الثقافية في شطر منها تسوده فكرة أن ألنهضة وحركات التحرر الوطني في العالم العربي ضد الاستعمار إنما كانت حركات علمانيّة فالأدقّ في القول هو أنّها كانت حركات وطنيّة ودينيّة جامعة ولم يكن التوجه الإسلامي أو المسيحي الملتزم هو الحاضر الوحيد فيها وبالتالي لايمكن تصوّر عدم مشاركة المرأة المتديّنة والمسلمة المحجّبة في هذه الحركات وقيامها بالدور الفعّال المساند مثلاً للرجل المسلم الواقف في واجهة الحدَث وفي شدّ أزره وتعزيز تحرّكه وتسهيل مهمّته من خلال قيامها بوظائف موقعها كزوجة مناضل معرّض للمخاطر وربّة بيت مصانٍ ومربّية أجيال صالحة.. ممّا يتيح للرجال التفرّغ للأمور الشائكة الأخرى.. وبالتالي فتصنيف الملتزمات المحجّبات على أنهن رجعيّات متخلفات عن المشاركة الحضاريّة المجتمعيّة بسبب الحجاب والدين هو إفتراء وعارٍ تماماً عن الصحّة ويتمّ بتأثير من أجهزة الإعلام ذات الصبغة العلمانية والتبعيّة للغرب المتعولم..
وكما لايمكن إغفال مساهمة المرأة المحجّبة (لم يكن هناك سواها آنذاك) في ثورة 1919 في مصر لايمكن إغفال نضال المرأة الشاميّة الملتزمة في قضايا تحرير وطنها ضدّ الفرنسيين.. وبدليل راهن إضافي هو مئات الفلسطينيّات المحجبات أللواتي ضحين بأنفسهن وجرى سجنهنّ والتنكيل بهنّ في معتقلات الإحتلال الإسرائيلي في سبيل الوطن والقضيّة الفلسطينيّة والإسلام.
ألحجاب والنقاب : إشهار علني عن الأنوثة والعفّة والإخلاص الزوجي
مع ملاحظة أنّ الدور المنطقي والعملي الذي يُطلب من المرأة المسلمة والمرأة بشكل عامّ في قضايا الصراع والعنف هو دور معنوي و(لوجستي) لاهجومي ولا يجب أن يتضمّن هذا الدور تعريض المرأة للمجابهة المباشرة مع الخصوم وذلك مراعاةً لقدرات المرأة البنيويّة الجسديّة والعاطفيّة والنفسيّة وحفاظاً على حصاناتها وحيادها المتعارف عليه في الحروب.
VI. أساليب وتوجّهات الدعاية والترويج العولمي للفساد
حيث أنّ ألعولمة (ألطاغوت العالمي الكافر) أي أنظمة الغرب المتقدّم تكنولوجيّاً والمنهار إجتماعيّاً وأخلاقيّاً وأسريّاً - ولاصفة أصدق منها في انطباقها عليه- يبني سياسته العمَلانيّة للتمهيد لأهدافه العولمويّة في تفكيك الأسرة المحافظة (مسلمة ومسيحيّة ومؤمنة) لابتلاع مجتمعاتنا المترابطة دينيّاً وأسريّاً.. على ثلاثة مرتكزات يسعى لتحقيقها هي :
أ) إفساد سلوكيّات المرأة المحافظة عبر قوانين تتناول المرأة في سلسلة هرطقات (ألحقوق والعنف والتمييز والحماية والمساواة..) وما بنَت عليه العولمة من تحريف سلوكي نَسَوي واجتماعي.
ب) إفساد ألتنشئة التربويّة والقيَميّة لدى الطفل وقطع كلّ انتماء ودّي لديه بأسرته وبوالديه وبجماعته وبمكانه الجغرافي وتاريخه الإنساني وحتّى بجنسه التناسلي (ذكر أم أنثى).
ت) ألترويج لِلِواط الرجال باعتباره الدليل والسند البيولوجي الملموس للمساواة بين المرأة والرجل.. إستناداً بزعمهم بأن (الرجل البيولوجي) قد يكون (إمرأةً نفسيّاً) وأن (المرأة البيولوجيّة) قد تكون (نفسيّاً رجلاُ) وبالتالي تكون المرأة مساوية للرجل حتى في العمل الجنسي بزعمهم.. وبالتالي صوابيّة قوانينهم في إباحة زواج الرجل للرجل والمرأة للمرأة (زواج المثليين) حيث أنّ المرأة تصير بانحراف الرجل مساوية للرجل..
لذا نرى العولمة تعمد في دعايتها إلى تحقير حجاب المرأة (ألمسلمة والمترهبنة..) باعتباره الإشهار العلني المنظور عن عفّتها والتزامها وإخلاصها لعقد ارتباطها الروحي والديني والإنساني (الزوجي).. كما والسخرية من تمسّك الفتيات الملتزمات المحافظات بعذريّتهن والتفاخر بتوصيف سلوكيّات المومسات على أنّها سلوكيّات المرأة (الحرّة) وتغلّف كلّ ذلك بأنها دعوة للتطوّر الحضاري وللعلمانيّة العقلانيّة وليس للعولمة المتوحّشة..!
فعلى المستوى الغربي حظرت السلطات الألمانية ارتداء الحجاب في المدارس الرسمية.. وفي هولندا إدّعت السلطات أنّ حجاب الفتاة والمرأة رسالة مفادها أنّها أفضل من الأخريات إيماناً.. كما اعتبر الرئيس الفرنسي جاك شيراك ارتداء تلميذات المدارس الحجاب الإسلامي أمراً عدوانياً ومخالفاً لقرار السلطة الفرنسيّة المتعولمة حظر كل الرموز الدينية في المدارس العامة.
ونحن نرى أنّ شطَط شجب وحظر إرتداء الحجاب و محاربة النقاب رسميّاً وسلطويّاً (سواء كان فرضاً أو فضيلة) في بعض ديار الإسلام (تونس ومصر مثلاً) هو من ملامح الإرتداد عن الدين الحنيف وإعلان الحرب على الله ورسوله يتحمّل وزره القائل به والداعي إليه والساكت عن مجابهته.. واعتداء على الحرّيّة الشخصيّة للفرد ورأس جبل جليد الحرب العظمى التي يشنّها الطاغوت علينا وأوّل مرحلة في مخططّه الإبليسي.. وبالتالي فالتصدّي له (جهاد) بكلّ مافي الكلمة من معنى وثواب.
وهذا شهدناه ونشهده في الحمّى الإعلاميّة التي تجتاح بلاد الإسلام قاطبةً وفي مايدعى (ألجمعيّات ومنظّمات المجتمع المدني والهيئات النسائيّة) المفبركة بوفرة ملحوظة لترويج هذه المفاهيم تحت عناوين مخادعة كـ (تمكين المرأة) و (الدفاع عن المرأة) و (تشغيل النساء) والبرامج الإعلاميّة على جميع وسائل الإعلام التي تظهر المرأة عامّة والمسلمة خاصّةً ضحيّة والدها وشقيقها وحبيبها وزوجها وابنها ألذين هم درعَها وناسَها والمدافعين عنها في الحقيقة الملموسة عند الملمّات.
كما يستهدف الترويج العولمي راهناً وعبر كافّة وسائل الإعلام والإعلان والترويج المتاحة المقروءة والمسموعة والمرئيّة ألمحلّية والإقليميّة من صحف ومجلاّت وإذاعات ويافطات طرق ومؤتمرات حوار ومنتجات فنون وجمعيّات إجتماعيّة وخيريّة وتلفزة.. إلى إذكاء روح ألصراع والتزاحم على زعامة الأسرة بين ركني الأسرة الأساسيين (ألزوج والزوجة/ألرجل والمرأة) كما والحضّ على المكابرة والبغضاء بينهما باستخدام تعابير ومعايير مغلوطة (للمساواة) بين الرجل والمرأة وصولاً حتّى لتشبيهات مضحكة تسيء لأنوثة المرأة في الصميم كتمجيد العولمة ل(خشونة) الأنوثة في البرامج التلفزيونيّة عن مباريات المصارعة الحرّة بين النساء.. أو صورة المرأة ذات العضلات الضخمة تتدرّب وتتبارى في نوادي كمال الأجسام ورفع الأثقال كما الرجال.. وأيضاً المرأة العاملة في المهن القاسية المضنية مثلاً في الميكانيك والعتالة والعسكر وقيادة الشاحنات.. ألتي تعرضها كدليل على أنّ المرأة يمكنها إنجاز مهمّات الرجال وأنّها بالتالي مساوية لهم في كلّ شيء..
كما تقوم العولمة بتشويه سلوكيّات النساء وإغرائهنّ بما يفقدهنّ إحترام الرجل وثقته بالإرتباط الشرعي الديني بهنّ بهدف بناء أسرته.. وذلك بحضّهنّ على إرتياد المقاهي والبارات وأمكنة الإختلاء والإختلاط بالأجانب عنهنن وحتّى تزيّن لهنّ (ألمساكَنَة والمصاحَبَة: أي إقامة علاقات جنسيّة متكررة لفترة مديدة نسبيّاً بين رجل/رجال وبين إمرأة/نساء خارج إطار مؤسسة الزواج) والتي هي أحد وجوه الدعارة الموصوفة وكانت شائعة في الجاهليّة الأولى تحت تسمية (زواج الرِقاع) وقد حرّمها الإسلام.. وتروّج لذلك عبر مسلسلات التلفزة الموجّهة وبأقلام كتّاب هامشيّين مأجورين تبنّتهم العولمة ولمّعتهم وتوفّر لهم حصانةً وسوقاً ثابتة لترويج أعمالهم الرديئة التي هي بمعظمها مأخوذة عن ترجمات وقراءات لأعمال الآخرين بعد التصرّف بها ومواءمتها مع ملامح المجتمع المحلّي الجاري خداعه..
كما تركّز العولمة على الأبناء في عمر الطفولة والمراهقة والفتوّة وتجمّل لهم التمرّد وعصيان الإنضباط الأسري ورفض التوجيه الإرشادي للوالدين والمرجع الديني وتزوّدهم ب(مفردات وعبارات وسلوكيّات) الرفض والمجابهة والمكاسَرة للوالدين وللمجموعة التي ينتمي إليها الفتى كعبارة (خُدي كَسرَة) ألتحريضيّة ألموجّهة للفتيات لحثّهنّ على الإنقلاب على أهلهن.. و (ألدين عامل تخلّف).. و (صراع القديم والجديد).. وتَوَجُّه العَولمة نحو فئة الشباب وصغار السن ليس مبنيّا على تقييم إيجابي خاص لجدارة هذه الفئة بل لمعرفة العولمة لعدم خبرتها الحياتيّة وغلبَة رغباتها الجنسيّة الطبيعيّة المستجدّة في أجسادها عليها ولتشوّشها الفكري وانبهارها بالترويج الإعلامي الكاذب والمأجور للعولمة في تمجيد خصائصها السافلة.. ولعجز العولمة عن إستمالة الراشدين من ذوي الحنكة والتجربة الحياتيّة والمعرفة بأحابيل الشيطان الرجيم ووَسوَساته وإغراءاته ومفاسده.
وتسعى العَولمة الفاسدة المُفسدة لاستمالة الشباب الناشئ المسلم والمسيحي والمحافظ من ذكور وإناث باستثارة غرائزه الجنسيّة المستجدّة في جسده وبإنارة طُرق الإنحراف أمامه بأمثلة تطبيقيّة في المسلسلات المتلفزة العاملة لحسابها ونشاط المنظمات والجمعيّات المدنيّة الخاضعة لتوجيهاتها وتزيينها ببهرجات الدعاية الحضاريّة الخُلّبيّة في السلوك الشائن والهندام الخليع والحرّية الوقحة ولاهدفيّة الحياة ثمّ الترخيص له بممارسة تلك الموبقات بوحي من هيمنتها السياسيّة الإعلاميّة الترويجيّة عبر الشخصيّات المحليّة المشتراة لحسابها بالمناصب الديبلوماسيّة التشريفيّة فارغة المضمون وبالشهادات الفخريّة المضحكة ..
وفي المقابل تروّج العولمة لتعاطي (أللّواط) بين الرجال والعلاقات المِثليّة بين الجنس الواحد وتطرحها مراءاةً كأمرٍ مألوفٍ في المجتمع المحافظ الجاري خداعه كما في برامج التلفزة المفبركة لهذا الغرض وعلى المحطّات واسعة الإنتشار ذات الوجه المسلم والمحافظ عموماً كبرامج (ألحوارات الثقافيّة) الموجّهة وثرثرات (توك شو) وفي لبنان برامج /أحمر بالخطّ العريض(أل بي سي) و/سيرة وانفتحت (مستقبل) و/حكي نسوان (مستقبل) ألذي يحثّ المرأة على رمي حيائها وحشمتها وأن تقول علناً وبصوت عالٍ على رؤوس الأشهاد خفايا معايبها وممارساتها وماكانت تخجل من قوله في سرّها.. وغيرها.. وتستحضر لها شهودها من النساء (المسلمات المحجّبات) الزانيات بإصرار وفَخر ومن الرجال (المحترمين) منقلبي الشهوة عن سابق تصوّر وتصميم بدليل هندامهم وحليّهم في آذانهم ووجوههم ومفردات حواراتهم العلنيّة.. وتجعلهم موضع تكريم وإجلال من مقدّمي البرنامج ومثالاً أعلى أمام ناظري المشاهِد (البسيط) الذي يستنتج في نهاية حلقة الإفساد التفزيوني هذه أنّ الإنحراف -مع إستحضار هؤلاء المنحرفين- صار قاعدة مجتمعيّة راسخة وبديل (فانتيزي وحضاري) عن العلاقات الجنسيّة السويّة.. وهكذا بزعمهم تضيق شقّة (ألتباين الجنسي) بين الرجل والمرأة بتعاطي الرجل الجنس ك (مفعول فيه) كما المرأة.
والعولمة تريد إيهامنا بإحصاءاتها المزوّرة أنّ مجتمعنا المسلم أو المسيحي المحافظ مشابه لمجتمعهم العولمي الفاسد وهذا كذب وافتراء ومجتمعنا المحتاج لبعض تكنولوجيا العولمة الغربيّة يتفوّق عليها في جميع النواحي الإنسانيّة الحضاريّة الأخرى.
وطبعاً ماكان هذا الدَجل العولمي ليتم لولا مساهمة فعّالة من (ألطبّ النفسي) الغربي المتفَذلك المتحَذلق المتخادِع حيث صار الطبيب النفسي في دنيا العولمة معادلاً ل (خوري الإعتراف) في كنيسة النصارى يسرّون إليه بخفايا صدورهم ومشاكلهم ويرجون منه الإستماع والنصح والتشجيع.. بينما هو يلعب دور (ألمُخبر) وجهاز (إستشعار) مجتمعي مستعدّ للتلقّف والإخبار عن أيّة صحوة مجتمعيّة يضبطها في عيادته.. وهو يستغبي الأفراد بتعميم الخاصّ من الإنحرافات الخَلقيّة و الخُلقيّة على العام ألسويّ المجنمعي تحت مقولة (ألرجل البيولوجي قد يكون نفسيّاً امرأة .. والمرأة البيولوجيّة قد تكون نفسيّاً ذكراً).. وأنّ هناك امرأةً داخل كلّ رجل ورجلاً داخل كلّ امرأة..! لذا فالمرأة كما الرجل..وأنّ (الأجناس التناسليّة) لم تعد من (ذكر وأنثى) كما صرّحت به الأديان بل صارت:
رجل ذكَر مُخصِب بيولوجيّاً وهو ذَكر نفسيّاً وسلوكيّاً أيضاً (وهذه حالة الرجل السَوِيّ)
إمرأة أنثى مُنجبة بيولوجيّاً وهي أنثى نفسيّاً وسلوكيّاً أيضاً (وهذه حالة الأنثى السَوِيّة)
بَشَري لايُخصب ولا يُنجب بيولوجيّاً ومعيوب عورويّاً وهو أنثى نفسيّاً (وهي حالة التخنّث الخَلقي)
رجل ذكَر مُخصِب بيولوجيّاً لكنّه نفسيّاً وسلوكيّاً أنثى (وهذه حالة الرجل اللواطي المتأنّث )
رجل ذكَر مُخصِب بيولوجيّاً لكنّه نفسيّاً وسلوكيّاً أنثى وذكر (وهذه حالة الرجل اللواطي المثالي )
إمرأة أنثى مُنجبة بيولوجيّاً ولكنّها نفسيّاً وسلوكيّاً ذكر (وهذه حالة الأنثى السحاقيّة المسترجلة)
إمرأة أنثى مُنجبة بيولوجيّاً ولكنّها نفسيّاً وسلوكيّاً ذكر وأنثى (وهذه حالة الأنثى السحاقيّة المثاليّة)
ويطرح هذا التصنيف مشكلة جديدة هي في إسناد ألقاب (التشريف) لأصحابها إذ لم تعد ألقاب (سيّد و سيّدة وآنسة) وحدها تفي بغرض هذه المجموعة..!
ألتركيز على (برامج ألصِنان) المتلفزة المتهتّكة والمشينة وتشجيع إنتاجها في مواضيع: سِفاح القُربى وزِنا المحارم واغتصاب الأطفال والإعتداء الجنسي على الفتيات الصغيرات وحالات المُسوخ في تركيبتهم البيولوجيّة من الرجال الذين غيّروا جنسهم وصاروا نساءً ويمارسون الجنس بعدّتهم المصنّعة تلك وينتظرون مكافأة المجتمع العولمي لهم على انحرافهم هذا..
في الأدب المقروء تساند العولمة كتّاب وأدباء ألسرد التحريضي على الرجل الذكَر وعلى الإسلام والمجتمع المحافظ سيّما جماعة ألـ (39) ألذين فبركتهم وأطلقتهم حتّى على صفحات الأنترنت و(الفايسبوك) وتدعم أعمالهم الهابطة فكريّاً ولغويّاً.. فتسجّل إمتيازاً للكلمة الجارحة والمشهد الدموي والرأي المخاتل المبطّن بروح التمرّد والنشوز والمتوسّل عبر الإفتراء على الرجل الزوج وربّ الأسرة والوالد وَصم الذكورة السامية بما لايليق بها والترويج للحالات المتطرّفة المتوحّشة الظالمة الممجوجة من الرجولة.. وهذا الأدب المقروء يعرض البغضاء الأسريّة العولميّة وعدائيّة المرأة بديلاً وعلاجاً موصوفاً والتشفّي الأنثوي نهجاً تدميريّاً لنشر التفكك المجتمعي.. أسلوبٌ صار درباً مطروقةً ومأمونةً مؤقّتاً لتسلل أبواق الضجيج العولمي من كتّاب الغفلة هؤلاء.
VII. هل تحترم العولمة ألطفل والمرأة ؟
بكلّ تأكيد: لا..
ملائكيّة تصرّفات الطفولة وعفويّة عاطفتها وارتباطها الحميم بوالديها هو مايعطيها قبولها وحصانتها وامتيازها
ألعولمة الراهنة لاتحترم الطفل ولا تحترم المرأة (الأنثى) بل تحتقرهما إحتقارها للرجل (ألذَكر).. بدليل نزعها عنهما كلّ القيم والمكرُمات والجمالات المعنويّة الطبيعيّة والبديهيّة التي أوجدتها الطبيعة ونادى بها الحكماء والفلاسفة الأوّلون وكلّ الديانات السماويّة: من ملائكيّة تصرّفات الطفولة وعفويّة عاطفتها وارتباطها الحميم بوالديها واحترامها لهما ضمن تراتبيّة موقعها الأسري وإطاعتهما عرفاناً بجميلهما عليها.. ومن جمال عفّة الفتاة العازبة وسموّ وبراءة الحبّ الطاهر وعظمة الإخلاص لعقد الزواج وثواب وفرحة وفخار التضحية في سبيل إسعاد الزوج والأسرة..
فالطفل الغربي المتعولم وكما المواطن الراشد الغربي المتعَولم هو كائن خارج أيّ انتماء عميق وجدّي لاللمكان الذي يؤويه ولا للإنسان الذي يجاوره.. هو عمليّاً منفصل تماماً عمّا سبقه من أجيال ونَسَب أسَري وعمّا يليه منها وحتّى عن ذات نفسه .. هو كحبّة رمل متدحرجة على تلّة تنهار إلى الحضيض..
فيعيش الطفل في كنف أسرته في المجتمع العولمي كعنصرٍ (عدائي خائف ومنبوذ ومكروه) من أبويه بدايةً حيث أنّ العولمة تنشئ الطفل في مجتمعها وتربّيه في مؤسساتها على التعامل مع والديه كشخصين غريبين (كخادمين وحارسين مأجورين ومؤقّتين) يقومان بخدمة مولودهما مقابل (أجرة) مادّية (مرتّب شهري عن كلّ مولود) يقبضانها من النظام المتعولم وله حقّ محاسبتهما ومعاقبتهما عند كلّ تقصير يستشفّه خلال تفتيشه الدوري لحالة الطفل..
والوالدان يعلمان بالتالي محدوديّة وسطحيّة علاقتهما بمولودهما الذي هو بمثابة (وَديعة حكوميّة) لديهما وأنّ لمولودهما الطفل هذا سلطة طلب حماية والده الواقعي الذي هو (ألبوليس) ملغيةً بذلك لكلّ معاني ألتعاطف والودّ والترابط والتضحية التبادليّة الأسرية بين المولود ووالديه رغم أنّ الإحصاءات تدلّ على أنّ أكثر من نصف ألبوليس وفي كل مكان في العالم هو فاسد ومتعاون مع الجريمة بشكلٍ ما..
وسيّما والعولمة تحرم الوالدين (ألرجل والمرأة السويّين) من حقّهما الإنساني في تقديم النصح والإرشاد التربوي الأخلاقي والقيَمي لمولودهما وتسند هذا الحق إلى (ألمرشدة الإجتماعيّة) الحاضرة في كلّ مؤسسة تربويّة والتي تتولّى دور ألأم الواقعيّة من حيث التوجيه السلوكي والقيَمي ومتابعة تنشئة المولود ولها كلّ السلطة في (تعنيف) الوالدة الطبيعيّة للطفل إن هي تجرّأت مرّة وقامت بشدّ أذن مولودها عندما يسيء التصرّف وقد تدينها بحسب مواد (قانون ألعنف الأسَري) الذي هو في مضمونه كتلةً من السفاهات والتجاوزات المنطقيّة والأخلاقيّة ويشكّل حلقة مترابطة مع أمثاله من قوانين وأدوات العولمة المعدّة لتفكيك الأسرة المحافظة.
ولا يمكن إستبعاد مساهمة دَور (تبنّي الأطفال) في تأزيـم أوضاع الطفولة ومَن يحيطون بها في المجتمع العَولمي, والذي بلغ شأواً متعاظماً نظراً لانحلال خليّة الإنجاب السويّة الأسريّة الرصينة والمسؤولة, وتكاثر نزلاء ملاجئ المتروكين من الأطفال لسبب أو لآخر .. وباتت التلميذات بدءاً من المراحل المدرسيّة المتوسّطة يتولّين رَفد المجتمع المتعولم ب (ألإنجاب العَرَضي) الناتج بين المراهقين والمراهقات نتيجة علاقاتهم ومداعباتهم الجنسيّة التي تحضّ عليها التنشئة التربويّة العولمويّة المنحرفة الحديثة.. رغم أن إدارات المدارس كافّة -والحقّ يُقال, وبإيعاز من الدولة- توزّع على تلميذات الصفوف المتوسّطة لديها (حبوب منع الحمل) وتشرح لهم أساليب (ألمجامعة المأمونة العواقب) كما في كندا وأمريكا وبعض أوروبا..! لأنّ حقيقة نظرة العولمة للمرأة تتماثل ونظرة المزارع للمعزى وهمُّه هو أن تَلِد المعزى ولا يهمّه نسَب التيس الساعور.. ومع ذلك نجد في بلادنا من يتشدّقنَ بكلّ صفاقة وجه ويتّهمن الإسلام بالتخلّف لأنّه يسمح بنكاح المراهقات من ضمن تعاليم الشريعة الإسلاميّة..!
والعولمة لاتحترم المرأة الأنثى السويّة لأنّ العولمة وببساطة الأمور قد استحضرت للمرأة السويّة شريكاً منافساً هو (ألرجل أللواطي) ألذي كسر احتكارها وزاحمَها وسابقَها في الوصول للرجل الآخر وسبقَها في اختصاصها الأساس في أحقيّتها منفردةً في ممارسة الجنس مع الرجل السويّ.. صارَ (الرجل العولمي اللواطي) هو ألصاحبة والخَدين و (ألضُرّة) غير الشرعيّة للمرأة السويّة .. وهل يرضى السلطان أن يشاركه أحد في سلطانه..؟ وإنّ مَن يصنّف سلوكيّات المومسات (كما يجرى عرضه في الندوات التلفزيونيّة الموجّهة ) على أنّها سلوكيّات المرأة الحرّة هو مَن يَخدع المرأة ويحتقرها في حقيقة الأمر.
ألمرأة المسلمة المؤمنة حقّاً لاترفع صوتها اليوم للمطالبة بمساواتها بالرجل وبحرّيتها وحقوقها فالمساواة وحرّيتها وحقوقها وواجباتها حاصلة فعلاً ومتوافرة بشكلها الثابت والرصين والمسؤول ضمن مايتيحه الشرع لها و له من حقوق وواجبات وحرّيات والتزامات.. ألمرأة المسلمة تطالب اليوم طُغاة العولمة وطواغيتها في إعطائها حرّيتها في وضع حجابها ونقابها وعدم إجبارها على إتيان فحشاء الجاهليّة الأولى التي ينادي بها الغرب والعاملون بإمرته في بلاد المسلمين من المنافقين المرتدّين المفسدين في الأرض ألّذين ذكرهم القرآن الكريم بقوله: (إنّما جَزاء الذينَ يحاربونَ الله ورسوله ويسعونَ في الأرض فساداً أن يقَتَّلوا أو يُصَلَّبوا أو تقطَّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يُنفوا من الأرض ذلكَ خِزيٌ لهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذابٌ عظيم – صدق الله العظيم).
عَولمة الجاهليّة الأولى التي أدركتنا في القرن الواحد والعشرين (قسم أوّل ويليه الأخير)ـ
بحث في طبيعة ومنهج العَولمـة - بقلم /خالد ياسين دياب - بيروت في 30/1/2010
يتبعه القسم الثاني الأخير
في إمبراطوريّة الطاغوت الأكبر (أللواط) هو سند المساواة البيولوجي بين الرجل والمرأة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى