منتدى الطريق للحق.. بإدراة المحامي حسن موسى الطراونة
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم...... يشرفنا أن تقوم بالتسجيل ...

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الطريق للحق.. بإدراة المحامي حسن موسى الطراونة
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم...... يشرفنا أن تقوم بالتسجيل ...
منتدى الطريق للحق.. بإدراة المحامي حسن موسى الطراونة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تقعيلة الحصاد................احمد حسن الزعبي

اذهب الى الأسفل

تقعيلة الحصاد................احمد حسن الزعبي Empty تقعيلة الحصاد................احمد حسن الزعبي

مُساهمة  المحامي حسن الطراونة الثلاثاء مايو 25, 2010 10:51 pm


الأحد 23-5-2010

أقرأها بوقار الحزن كمرثية..تلك البيادر التي أدت أماناتها الى أهلها وبقيت وحيدة وحيدة كأرملة، العصافير في سمائها فواصل، وكائنات الأرض أدوات شرط ،والمناجل إشارات استفهام .. وانا الماشي بين "درب" الماكينة ،جملة معترضة جئت لأفسر الحزن اكثر ..
الريح وقت الغروب تقطّع عروض السهل ..وتكتب في المدى "تفعيلة الحصاد"...ترى على أي بحر كتبت البيادر حزنها؛ بحر الفلاّحين..بحر الحالمين..بحر الأرض..ام على بحر المواسم..
بعد 9 شهور من حمل ووحام بين الأرض وبين السماء.. حملوا"القمح" بلفاع الخيش وغادروا..كان "رنين" السنابل يسلّي السهول ليلاً ،يغنّي لها ببحّة خافتة كصوت أم، فتنعس الأرض وتغفو على كتف العتمة..يرمش بسيقانه الطويلة كأهداب وليد..كلما مرت نسمة ليلة ، او مر قربه ساهرون جرحوا بضحكاتهم خدّ السكون ..خالية البيادر هذا المساء ،لا حكايا لا غناء لا رنين،لا سنونو يمشط السهل كــ"جيب عسكرية" ، لا سمر بعد الحصاد.. فقد هاجر ذاك الرفيق النبيل فوق الأكتاف ..ولن يعود قبل تشرين حزين..
**
على الأرض خيط "عارض" تكميم أفواه الشوالات فسقط من يد "الخيّاط"،و"عِدِل" قديم أبى ان يحمل الأمانة ، وباكيت دخان "جلواز" فارغ..وعلبة "سردين"أكلت" على عجل ، وقطعة من شماغ مقسم الى نصفين ..وأكوام قشّ..وعرق الحصادين..وكيس يحمل اسماً "للوجبات السريعة" ، حملته الريح من أرصفة المدينة فتجرأ وتمادى على الحمى الأصفر...جالون ماء صغير يتصبب ندى في ظل حجر كبير ...صوت جرار "محمد القاسم" يجوب السهل بحثاً عن كيس مرمي هنا أو مغطى بالقشّ هناك..وأبي الذي مات قبل ربع قرن..ينتصب من سراب الظهيرة فينظر اليّ مبتسماً وينظر الى زرعه المحصود..
حزينة هذه البيادر ،كدفتر طفل في نهاية سنة دراسية..سطور صفراء فارغة وريح تقلب أوجاعها وجعاً وجعا..السنابل حروف تلثغ فيها "كوارة" الفلاّح.. وتلثغ فيها ذاكرة التلميذ الحصّاد...
حزين أنا مثل البيادر،مهجور أنا كحقل تخلّى عن حصاده طوعاً وكراهية وبقي يمشّط فراغه بقدميه.. كلما حمل الحصّادون موسمهم على اكتافهم وغادروا الأرض..الف وجع يفرّ من حقل "حلمي" ويحلق شرقا..
آه كم يخيفني "منجل" النهاية..
**
أيها البيدر، انا تفعيلة حزنك...فاكتبني.


احمد حسن الزعبي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
المحامي حسن الطراونة
المحامي حسن الطراونة
Admin

عدد المساهمات : 312
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
الموقع : hasan-tr.alafdal.net

https://hasan-tr.alafdal.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى